(Ofsted Saudi)

* «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، إلاَّ أنَّ تحديد الاتِّجاه ينبغي أن يسبق تلك الخطوة».
أخيرًا أصبح لدينا هيئة لتقويم التعليم، تتمتَّع بالاستقلاليَّة الكاملة، التي عادةً ما تنطوي على الحياد، والموضوعيَّة عند إصدار الأحكام، هكذا هيئة ترتبط تنظيميًّا برئيس مجلس الوزراء، يدل على مكانتها؛ ممَّا يقوِّي من شوكتها، ويمكِّنها من أداء رسالتها باقتدار. أتى حين من الدهر كان لدينا حفنة من هيئات عدَّة هي: هيئة تقويم التعليم العام، الهيئة الوطنيَّة للتقويم والاعتماد الأكاديمي، والمركز الوطني للقياس في التعليم العالي، كل تلك الهيئات كانت ترتبط تنظيميًّا «بوزارة التعليم العالي» سابقًا، «ووزارة التربية والتعليم» سابقًا، «ووزارة التعليم» لاحقًا؛ ممَّا أفقدها الحياد والموضوعيَّة، سواء كان ذلك فيما تصدره من أحكام أو قرارات، إذ كانت -للأسف الشديد- تعمل وفق آليَّة «من سمنهم في دقيقهم»!!
هيئة تقويم التعليم في حلَّتها الجديدة ستكون الجهة الوحيدة المختصَّة في المملكة بالتقويم، والقياس، والاعتماد الأكاديمي في التعليم والتدريب، وذلك من أجل رفع جودة وكفاية المنظومة التعليميَّة والتدريبيَّة، ومدى اسهامها في خدمة الاقتصاد والتنمية الوطنيَّة، واللافت للنظر أنَّ الهيئة في صيغتها الجديدة سوف تتمتَّع بصلاحيَّة تشكيل مجلس إدارة، تُمثِّل فيه وزارات عدَّة هي: وزارة الاقتصاد والتخطيط، وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنيَّة، وزارة التجارة والاستثمار، وزارة الخدمة المدنيَّة، وزارة العمل والتنمية الاجتماعيَّة والمؤسَّسة العامَّة للتدريب التقني والمهني، وستة من ذوي الاختصاص بعمل الهيئة.
ومن مهام الهيئة الرئيسة ما يلي:
بناء نظام للتقويم والاعتماد «المؤسسي والبرامجي» في التعليم والتدريب، تقويم الأداء المؤسسي لمؤسسات التعليم والتدريب واعتمادها بشكل دوري، بناء وسائل القياس وتطويرها، والإشراف على تطبيقها وفق المعايير والمؤشرات الدوليَّة، ولعلَّ من حسن الاختيار والتوفيق تكليف الدكتور خالد السبتي مديرًا لهذه الهيئة، التي ستكون -بمشيئة الله- (Ofsted Saudi)..
نسأل الله التوفيق والسداد.
* ضوء:
(الأفكار الرائعة.. تظل رائعة؛ حتَّى وإن لم تتبلور).