Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

« ماحك جلدك مثل ظفرك»

قلت وقال غيري مراراً وتكراراً أن عالمنا العربي مستهدف من الغرب وروسيا والصين والأداة لتنفيذ هذه الهمجية إيران ساعدها في ذلك إشغال مجتمعاتنا العربية بالمذهبية البغيضة التي استخدمت كوسيلة لتفتيتنا من ال

A A
قلت وقال غيري مراراً وتكراراً أن عالمنا العربي مستهدف من الغرب وروسيا والصين والأداة لتنفيذ هذه الهمجية إيران ساعدها في ذلك إشغال مجتمعاتنا العربية بالمذهبية البغيضة التي استخدمت كوسيلة لتفتيتنا من الداخل. وقلت في مقال لي أن ما يسمى بالربيع العربي ما هو في الحقيقة إلا ربيع غربي ، وهو بالفعل الشرارة التي جعلت شعوب مجتمعاتنا العربية وقوداً لاستمرار اشتعالها .وقلت في مقالات عديدة أن الشعوب العربية عليها أن تعتمد على نفسها في حماية أوطانها . فالمنطق يقول لنا أنه ليس من المنطق أن يعتمد العرب على جلادين ومستعمرين ،لهم تاريخ طويل في استعمار الدول ونهب خيراتها وتركيع شعوبها وإذلالهم وقتلهم وتهجيرهم، في حماية شعوبهم وأمن أوطانهم.!
مقالي هذه المرة لن ينبع من عاطفتي فيما حصل ويحصل في حلب من مجازر يندى لها الجبين وقبلها فلسطين والعراق وليبيا واليمن والصومال وغيرها بل سوف أتحدث بلغة العقل حيث يقول لنا المثل الشعبي « ما حك جلدك مثل ظفرك». لغة العقل تقول لنا أن حياتنا ومكتسباتنا ومقدراتنا وأمن أوطاننا العربية في خطر إذا لم تتحالف الحكومات مع شعوبها لحفظ مصالحها وأوطانها.
إذا أرادت الحكومات أن تحترمها شعوب الأرض فعليها أن تحترم شعوبها وتعطيها كامل حقوقها غير منقوصة هنا تكمن قوة أي نظام في الكون .
ما حصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر وتونس هو أن تلك الشعوب لم تعطَ حقوقها فاستعانت تلك الشعوب بالدول الكبرى لإسقاط أنظمتها ،وفي الوقت ذاته استعانت تلك الأنظمة بالدول الكبرى للمحافظة على كراسيها من شعوبها! التي لا تطالب إلا بحقوقها كأفراد في تلك المجتمعات لهم حقوق يأخذونها بالكامل وواجبات عليهم تجاه أوطانهم في خدمتها بكل إخلاص ووطنية. الأجنبي لم يكن في يوم من الأيام عنصر إصلاح بل عنصر فساد وإفساد. اللوم يقع هنا ،على ما يحصل في سوريا وغيرها، على الاثنين ،الشعوب والأنظمة. هذا هو العقل الذي يقول لنا أن نتوقف عن اللطم وتخوين بلدان وشعوب بأنها تركت الغريق يغرق ولم تقم بانتشاله من الغرق. فاستعانة الشعوب بدول كبرى لاسترداد حقوقها المنتهكة من قبل أنظمتها هذا هو الذي جعل الغرب وروسيا والصين تتدخل لكي تؤجج الصراع بين الأنظمة وشعوبها. حاكم لا يريده شعبه فليتنحَّ احتراما لرغبات شعبه. ورئيس تونس زين العابدين بن علي مثالٌ ،والرئيس المصري حسني مبارك مثال آخر بغض النظر عن ما قاموا به تجاه شعوبهم. حب المخلوع صالح للسلطة جعله يستعين بالأجنبي على شعبه وبذلك فهو رسميا دخل مزبلة التاريخ.
أكرر لا يصلح المجتمعات إلا شعوبها وحكامها والتعاون فيما بينهم لحماية الأوطان من التدخل الخارجي . درس يجب أن نتقنه بأن «ما حك جلدك مثل ظفرك».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store