Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حرب التجسس من كيم فيلبي إلى قرصنة الانتخابات الأمريكية!!

* في زخم التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكيَّة وروسيا، حول موضوع قرصنة روسيا للانتخابات الأمريكيَّة الأخيرة، يقفز إلى الذهن فورًا موضوع القرصنة الجاسوسيَّة، والذي مارسه الاتحاد السوفيتي مع المملكة ا

A A
* في زخم التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكيَّة وروسيا، حول موضوع قرصنة روسيا للانتخابات الأمريكيَّة الأخيرة، يقفز إلى الذهن فورًا موضوع القرصنة الجاسوسيَّة، والذي مارسه الاتحاد السوفيتي مع المملكة المتحدة البريطانيَّة لفترة طويلة أثناء حقبة الحرب الباردة من خلال عملاء زرعهم في وزارة الخارجيَّة البريطانيَّة من أمثال بيرغيس Burgess، وماكلين Maclean، وكيم فيلبي، أو ما عرف بحلقة روتشايلد Rothschild التجسسيَّة.
* وفاة زعيم حزب العمَّال الأشهر هيو جيتسكيل المفاجئة Gaitskell عام 1963 ظلَّت لغزًا حتَّى صدور كتاب الجاسوس السابق بيتر رايت Peter Wright، والموسوم «صائد الجواسيس»: Spy Catcher، حيث ألمح إلى دور للاستخبارات السوفيتيَّة في قضيَّة موته المفاجئ، حيث ذُكر أنَّه توفي إثر مرض جلدي يهاجم أعضاء الجسم -كما ذكر طبيبه- يُدعى بداء الثعلبة، وذكر أنَّ المرض لا يمكن التقاطه إلاَّ في البلاد الباردة.
وكان جيتسكيل زار الاتحاد السوفيتي في السنة التي توفي فيها عام 1963م، وذكر «رايت» أنَّ العميل «غوليستين» علم قبل سفر جيتسكيل إلى الاتحاد السوفيتي بأنَّ المخابرات السوفيتيَّة تخطط لعملية اغتيال سياسيَّة في أوروبا لضمان مجيء رجلها إلى السلطة، والمقصود هو هارولد ويلسون الذي أضحى زعيمًا للحزب سنة 1963م بعد موت جيتسكيل.
ولقد أثير قبل مدة في الصحافة البريطانية موضوع العلاقة بين ويلسون، والذي ينتمي لليسار في حزب العمَّال، وبين الاتحاد السوفيتي، ممَّا يعني ضمنًا أنَّه ربما كان عميلاً للاتحاد السوفيتي، وأنَّه لم يكن متحمِّسًا مثل سلفه جيتسكيل لبقاء القواعد الأمريكيَّة النوويَّة في الأراضي البريطانيَّة.
وبمعنى آخر أنَّ الاتحاد السوفيتي كان يحارب الولايات المتحدة الأمريكيَّة من خلال حلفائها الغربيين.
* ومع صعود اليمين المتشدِّد في أمريكا بزعامة «رونالد ريجان» وتناغمه مع رئيسة الوزراء البريطانيَّة مارجريت تاتشر، أعلنت تاتشر في عام 1981م عن اسم الشخصيَّة الأخيرة في حلقة التجسس السوفيتيَّة داخل بريطانيا، وهو أنتوني بلنت Blunt، والذي كان يعمل مستشارًا فنيًّا للملكة في بريطانيا. وجاءت لحظة الانتقام من النشاط التجسسي السوفيتي في داخل بريطانيا عندما صعد إلى أمانة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي شخصيَّة ميخائيل جورباتشوف Gorbachev، والذي عندما زار بريطانيا عام 1984م كان تعليق تاتشر في داوننغ ستريت على زيارته بأنَّه «يمكننا العمل سويَّة»، وكان تفكيك منظومة الاتحاد السوفيتي على يد جورباتشوف.
* ويبدو أن «بوتين» يريد الانتقام من الأمريكيين وحلفائهم الغربيين، فكانت سياسة القرصنة والتأثير على مجرى الانتخابات الأمريكيَّة -كما زعم «أوباما» أخيرًا-، وخصوصًا بعد الغزل السياسي بين مرشح الرئاسة الأمريكيَّة «ترامب» و»بوتين».
* فهل يكون ترامب هو الشخص الذي يؤدِّي الدور الذي قام به جورباتشوف، مع فارق بسيط أنَّ الأخير كان واعيًا بما يعمل تحت تأثير محور «ريجان - تاتشر»، بينما يبدو أن ساكن البيت الأبيض الجديد أبعد ما يكون عن معرفة تاريخ الصراع بين القطبين الكبيرين في السياسة العالميَّة.
* ويمكن القول إنَّ ترامب يبدو مريدًا صغيرًا في مدرسة بوتين التي تسعى لإعادة مكانة الإمبراطوريَّة السوفيتيَّة، وما جرى في جزيرة القرم، وما يجرى في سوريا يومئ إلى مثل هذا التوجّه، ويشير إلى خطورة الوضع السياسي العالمي بالعودة إلى تشييد ما تهدم من بناء للسياسة السوفيتيَّة في أوروبا، والشرق الأوسط على حد سواء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store