Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مدرِّبُ الاتحاد.. شعلةٌ من العطاءِ الوقَّاد

لَا يُمكنُ لمُنْصِفٍ، يَفهمُ فِي الرِّيَاضَةِ، إلاَّ أَنْ يُقدِّرَ ويُكبرَ الجهُودَ واللَّمسَاتِ والتَّعديلَاتِ، التي صَنَعَهَا مُدرِّبُ الاتِّحادِ القَدير، السيِّد «خوسيه سييرا»، فقَدْ صَنَعَ فَريقًا

A A
لَا يُمكنُ لمُنْصِفٍ، يَفهمُ فِي الرِّيَاضَةِ، إلاَّ أَنْ يُقدِّرَ ويُكبرَ الجهُودَ واللَّمسَاتِ والتَّعديلَاتِ، التي صَنَعَهَا مُدرِّبُ الاتِّحادِ القَدير، السيِّد «خوسيه سييرا»، فقَدْ صَنَعَ فَريقًا جَديدًا؛ مُغَايرًا عَن الاتِّحادِ الذي نَعرفُهُ مُنذُ سَنوَاتٍ، وحَتَّى لَا نَسْتَرسِلَ بالكَلَامِ العَامِّ، دَعونَا نَضع النِّقَاطَ عَلَى الحرُوفِ، التي كَتبَهَا ورَسَمَهَا هَذا المُدرِّبُ التشيلي..!
أَوَّلاً: يَتميَّزُ «سييرا» بأنَّهُ جَمعَ بَينَ القوَّةِ واللّيونَةِ في الجَانبين النَّفسيِّ والفَنِّيِّ..!
ثَانيًا: حقَّقَ المُعَادلةَ الصَّعبَةَ، بَينَ فَرضِ شَخصيَّتهِ الانضبَاطيَّةِ عَلَى اللَّاعبِينَ، وبَينَ أَنْ يَكونَ مَحبوبًا بَينَهم..!
ثَالثًا: حَتَّى لَو كَانتْ إمكَانَاتُ لَاعبيهِ قَليلَةً، لَكنَّهُ يَستثمرُهَا بالكَامِلِ، ويَستفزَّهم ليُقدِّمُوا أَفضَلَ مَا عِندَهم.. يَعنِي مَثلاً: عَلَى الوَرَقِ «الهِلال، والأَهلي» -مِن النَّاحيةِ الفَنيَّة- أَفضَلُ مِن الإتِّي، لَكنَّ الاتِّحادَ تَفوَّقَ عَليهمَا بقيَادةِ هَذَا الدَّاهيةِ..!
رَابعًا: إنَّهُ لَا يُحبُّ التَّصريحَاتِ الغَوغَائيَّةَ، التي تُضخِّمُ الذَّاتَ، أو تُقزِّمُ الآخرِينَ، أَيّ أنَّهُ يَحترمُ نَفسَهُ، ويَحترمُ خصُومَهُ..!
خَامسًا: يَتميَّزُ «خوسيه»- أَيضًا- بقِرَاءَتهِ الجيَّدةِ للمُبَارياتِ، والدَّليلُ أَنَّهُ قَلَبَ النَّتيجَةَ أكثَرَ مِن مَرَّةٍ..!
سَادِسًا: إيمَانُهُ بالعَنَاصرِ الشَّابَّةِ، وعَدم تَفريقِهِ بَينَ النُّجومِ وغَيرِهم.. وقَدْ كَانَ اختيَارُهُ ذَكيًّا مِن قِبَلِ الإدَارَةِ، حَيثُ إنَّهُ لَمْ يُدرِّبْ إلاَّ فَريقَينِ قَبلَ الاتِّحادِ، فعُمرُهُ التَّدريبيُّ لَا يَزيدُ عَن (6) سنوَاتٍ، ومَعَ ذَلكَ، حَقَّقَ بطُولتَينِ، ووصَافةً في تشيلي، وهَذَا يَعنِي أنَّهُ مُدرِّبٌ وَاعِدٌ..!
سَابِعًا: يُحسبُ لَه أنَّهُ أَعَادَ الكُرَةَ الهجُوميَّةَ لنَادِي الاتِّحَادِ..!
ثَامنًا: وممَّا يُحسَبُ لَه- أيضًا- أنَّهُ لَمْ يُكابرْ عِندَمَا وَجَدَ خَللاً فِي الدِّفَاعِ فِي أُولَى المُبَارياتِ، حَيثُ عَدَّلَ فِي العَنَاصِرِ، وفي التَّكتيكِ، وجَلَسَ يُطوِّرُ مُستوَى لَاعبيهِ مِن مُبَاراةٍ إلَى أُخرَى، وهَذَا مُؤشِّرٌ جيِّدٌ بأنَّهُ يَتعرَّفُ عَلَى عَناصرِهِ بشَكلٍ صَحيحٍ، ويَهتمُّ بتَطويرِهَا، وهَذِهِ صِفَةٌ لَا تَتوفَّرُ في مُدرِّبِينَ عَالَميين كُثُر..!
وأَخيرًا: إنَّ نَهَائي النَّصرِ والاتِّحادِ، هُو النَّهَائيُّ الذِي يَجمعُ فِعلاً أَفضَلَ مُدرِّبَينِ في السّعوديَّةِ، مَع التَّأكيدِ عَلَى أَنَّ عَنَاصِرَ النَّصرِ أَفضَلُ، ومُدرِّبَ النَّصرِ أَكثَرُ خِبرَةً، ورُبَّمَا حَدَاثَةً..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقِي؟!
بَقِي أَنْ أَقولَ: إنَّني أَرفَعُ قُبَّعةَ الإعجَابِ لهَذَا المُدرِّبِ، الذِي يَعملُ فِي صَمتٍ، وإنْ كُنتُ أَستَغربُ -في الوقتِ نَفسِه- تَجَاهُلَ أَكثَرِ الإعلَاميينَ الاتِّحاديينَ، للمسَاتِ وجهُودِ هَذَا الرَّجُلِ، وتَقديرِ مَا قَام بِهِ مِن تَعديلاتٍ وتَحسيناتٍ، سَواء دَاخِل المَلعبِ أَو خَارجهُ، مِن خِلالِ خَلقِ الطّموحَاتِ والآمَالِ والتَّطلُّعَاتِ، وإعَادةِ الرُّوحِ الاتِّحَاديَّةِ مَرَّةً أُخْرَى للَاعبِينَ..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store