Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حصاد المخالفات المرورية !!

شَهِدْنا مؤخراً حملات مرورية مُكثّفة في مدننا، ورأينا رجال المرور في الميدان أكثر من المكتب، وسجّلوا الآلاف من المخالفات المرورية على الناس، فضلاً عن المخالفات المرصودة آلياً من كاميرات ساهر التي لا ت

A A
شَهِدْنا مؤخراً حملات مرورية مُكثّفة في مدننا، ورأينا رجال المرور في الميدان أكثر من المكتب، وسجّلوا الآلاف من المخالفات المرورية على الناس، فضلاً عن المخالفات المرصودة آلياً من كاميرات ساهر التي لا تنام ولو بتجرّع حبوب النوم!.
وفي المجموع، لا بُدّ وأن يكون الحصاد المالي للمخالفات ضخماً، فهناك ملايين السيارات في شوارعنا، تحرثها ليل نهار، وتقطعها في الاتجاهات الأصلية والفرعية مثل السيف والمنشار، وما زال مجتمعنا راسباً وعائداً السنة في الثقافة المرورية، وما زال في المدرسة الابتدائية وربّما محو الأميّة، في وقتٍ تخرّجت فيه مجتمعات العالم من الجامعة، وتخصّصت في الرُقيّ المروري، بل ونالت الدكتوراه فيه بمرتبة الشرف الأولى، ولا يبدو في الأفق تحسّن في سلوكيات مجتمعنا المرورية رغم التوعيات الكثيرة!.
وحسب بعض الدراسات السابقة، يبلغ حصاد المخالفات المرورية مليارات الريالات سنوياً، وليته يُصرف، جُلُّه إن لم يكن كُلُّه، في نفس الينبوع الذي تفجّر منه، وأقصد في تطوير الشوارع القائمة وإصلاح خدماتها وبُنيتها التحتية والفوقية، وفي بناء الشوارع الجديدة وفق أحدث التصاميم العالمية، فالشوارع القائمة بما فيها من نواقص وسلبيات تُعتبر أحد الأسباب غير المباشرة لكثرة المخالفات المرورية، وهي بذلك أوْلى من غيرها بحصاد المخالفات، وصرْف الحصاد عليها هو استثمار لِنَمْذَجَتِها، ولو تَمَنْذَجَت لتمكّن مجتمعنا من تغيير سلوكه المروري السلبي بتوعية قليلة بدلاً من التوعية الكثيرة غير ذات الجدوى!.
أمّا إبقاء الوضع محلّك سِرْ فهو رضا به، ورضا بصيرورة المخالفات المرورية كجباية مالية تُستَوْفَى من الناس إمّا بقسائم يحمل كُرّاسَها رجل المرور في الشارع وكأنّه موظّف بنكي بقسم الإيداع لا جندي يمتهن تنظيم السير المروري، أو برسالة جوّال تأتيك كصاعقة عاد وثمود أنّ عليك التسديد وليس علينا باقٍ!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store