Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

محافظ التحلية وجبل الجليد!!

كانت مشروعات المؤسّسة العامّة لتحلية المياه المالحة في الماضي البعيد تُدار بعبقرية فذّة، تتماشى مع التطوّر الحاصل في زمنها، وتدنو أحايين من درجة الخيال العلمي!.

A A
كانت مشروعات المؤسّسة العامّة لتحلية المياه المالحة في الماضي البعيد تُدار بعبقرية فذّة، تتماشى مع التطوّر الحاصل في زمنها، وتدنو أحايين من درجة الخيال العلمي!.
كانت كذلك في حقبة محافظها الأول، الأمير محمّد الفيصل، حتى أنّه تبنّى مشروعًا لو نُفِّذ لدخل موسوعة أعاجيب الدنيا من أوسع أبوابها، وهو جلْب جبل جليدي للمملكة من القطب الجنوبي، فثلاثة أرباع المياه العذبة في العالم محبوسة في جبال القطبين الجليدية، فضلًا عن كوْن الجبال لا تخضع لسيادة أيّ دولة، وكان بالإمكان فنيًا جرّ جبل جليدي بعرض 1.5 كم ووزن يفوق 100 مليون طن تقريبًا لمسافة 5000 ميل، مع منع ذوبانه خلال الرحلة الطويلة، لسدّ حاجتنا من المياه، وتلطيف أجوائنا الحارّة، ولولا صعوبة حمايته من الأعداء وقراصنة البحار لتمّ المشروع!.
أنا لا أقول هذا لإعادة تبنّى المشروع، بل لأدلّل على أنّ المؤسّسة كانت غير تقليدية في مشروعاتها، ولا تعرف شيئًا اسمه Mission impossible!.
وبعد الأمير جاءنا محافظون تقليديون، صبّوا رتْلًا من الرتابة و»طووول» الإنجاز على مشروعات المؤسّسة رغم ازدياد المال، وحوّلوها من فنّ بحدّ ذاته ونشاط متغيّر وديناميكي إلى ضرْب مُكرّر ونشاط ثابت وستاتيكي، بجعلها وكأنها قسم من أقسام تشغيل وصيانة المنشآت القائمة، فصارت الأمّ (المشروعات) هي ابنة مغبونة لابنتها (التشغيل والصيانة)، فخالفوا الفطرة الإنتاجية للمياه، ممّا حزّ ويحزّ في قلوب رُوّاد مشروعات المؤسّسة الأوائل من الأموات والأحياء!.
والآن جاءنا محافظ جديد وجريء، وأتمنّى سعيه لإعادة توهّج وألق مشروعات المؤسّسة، كيف؟ بسيطة، باستقلاليتها، وبتطوير أفكارها وتخطيطها وتصميمها وتنفيذها وسبل الإشراف عليها، فهل يفعل؟ إنّ فعل فذلك مثل عظمة جبل الجليد الذي حَلِمَ بجلْبِه الأمير، ولعلّ محافظًا اسمه علي الحازمي يُحقّقه بلا تأخير!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store