Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«أوباما» يدخل التاريخ مرارًا !

في العشرين من يناير 2017م سيخرج «باراك أوباما» من البيت الأبيض ويسلم المفاتيح «لدونالد ترمب» الرئيس الذي سيخلفه في المكتب البيضاوي.

A A
في العشرين من يناير 2017م سيخرج «باراك أوباما» من البيت الأبيض ويسلم المفاتيح «لدونالد ترمب» الرئيس الذي سيخلفه في المكتب البيضاوي. ومثلما كان دخول «أوباما» مُبهرًا للعالم كله كونه أول رئيس من أصول أفريقية يفوز بالجائزة الكبرى في السياسة الأمريكية فإن خروجه بعد ولايتين يمثل طي صفحة مثيرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.كما إن خلفه الرئيس الجديد الذي لم يكن أحد يتوقع له النجاح في الانتخابات والذي قضي على آمال المرأة الأمريكية في الفوز بمنصب الرئاسة إلى أمدٍ يعيد. «هيلاري كلنتون» كانت الأجدر بالفوز لأنها عملت لذلك لفترة طويلة تزيد على عقدين من الزمن ولكن الناخب الأمريكي كان له رأي آخر. والرئيس الجديد سيكون قصة المستقبل أما القصة التي اكتملت فصولها فهي مسيرة «باراك أوباما» بما له وما عليه.لقد كانت العقدة الأمريكية في الجنس وعنصرية اللون والعرق وكان انتخاب «أوباما» هو الحل الذي كسر الحاجز النفسي وأعطى القوس باريها. والسر والسحر معًا كان في التأهيل والكريزما والحيوية والإبداع البلاغي الذي أجاده «باراك أوباما» بامتياز.وبرغم إصرار الخصوم على أنه لم يولد في أمريكا فقد حقق الرجل منجزات كبيرة لا يمكن تجاهلها حتى ولو كان العالم العربي أكبر الخاسرين خلال رئاسته. فـ «أوباما» أول رئيس دولة يُمنح جائزة نوبل للسلام بعد شهور من توليه منصب الرئاسة .. وأول رئيس أمريكي خاطب العالم العربي من جامعة القاهرة بوعود لم تؤتِ أُكلها مع الأسف -وحجته إن الواقع على الأرض لم يساعده لحل القضية الفلسطينية قضية العرب الكبرى-. ولأنه ورث آثار الحادي عشر من سبتمبر وما ترتب عليها من معضلات لم تمكنه من إقفال سجن جوانتانامو أحد وعوده الانتخابية.وسيذكر التاريخ أن «أوباما» أول رئيس أمريكي زار فيتنام وتصالح معها وأعاد العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، وأول رئيس أمريكي استطاع أن يبرم مع 5+1اتفاقًا نوويًا مع إيران الدولة التي تعتبر امريكا الشيطان الأكبر حتى يُحجم طموحاتها ويحد من انفلات سباق تسليح نووي في المنطقة حتى وإن كان الخطر لازال قائمًا. والفشل الذي سيظل يلاحقه هو عدم التدخل في سوريا في الوقت المناسب لتخليص الشعب السوري من الكوارث التي حلت به.وعلى المسرح الداخلي فإن (أوباما كير) الطبي هو أكبر إنجاز يُحسب لإدارته ، أيضًا الانضمام لمعاهدة البيئة والتجارة العالمية تحسب لفترته الرئاسية بامتياز.وأي مراقب ومتابع حصيف سيرى تجلي مهارات «أوباما» القانونية في حالتين في غاية الأهمية الأولى في استخدام حق الفيتو ضد قانون جيستا الذي يهدد سيادة الدول ويعرض أمريكا لأضرار جسيمة إذا لم يتم إعادة النظر فيه.والثانية كآخر المنجزات كان قرار الامتناع عن استخدام الفيتو ضد قرار إدانة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والاكتفاء بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن.هذه قراءة محايدة لمشهد الرئيس «باراك أوباما» بعيدًا عن العواطف والشعور بالخذلان لأنه لم يكن بالإمكان أحسن مما كان ولأن واقعنا العربي لم يساعد على خدمة قضايانا ولعل ما حصل يدفعنا في طريق الاعتماد الذاتي والتوقف عن الاتكال على الغير لحل مشاكلنا على كل المستويات.
والاختلاف حول ما لم يتحقق في ولاية «أوباما» لا يعني عدم الاعتراف بمنجزات الرجل والعبرة بالدروس التي نستفيدها من تلك التجربة. وعلينا ألا ننسى مقولته في مقابلته الشهيرة مع بلومبرق حيث قال: إن مشكلة العالم العربي الكبرى هي في داخل مجتمعاتهم وليس من الخارج كما يتصور البعض أو يدعي قادة تلك الدول.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store