Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لبنان بلا سفيـر.. فماذا عنَّا؟

مع نهايات ديسمبر 2016م، أعلنت (صحيفة الـسَّفِـيْـر اللبنانية) توقُّفها عن الصدور وَرَقِـيًّا، بعد كفاح استمر لـ(42 عامًا)، وقـد ربطت الصحيفة احتجابها بالأزمات السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة

A A

مع نهايات ديسمبر 2016م، أعلنت (صحيفة الـسَّفِـيْـر اللبنانية) توقُّفها عن الصدور وَرَقِـيًّا، بعد كفاح استمر لـ(42 عامًا)، وقـد ربطت الصحيفة احتجابها بالأزمات السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة في لبنان، والمنطقة!
قَـرار (السَّفِيْر) الذي سبقها إليه العديد من المؤسَّسات الصحفيَّة حول العالم، بسبب الصعوبات الماليَّة التي تعاني منها لِشُحِّ سوق إعلاناتها، وتراجع مبيعاتها تحت ضغط من مواقع التواصل الحديثة، والمواقع الإلكترونيَّة التي أصبحت أسرع وأقرب للإنسان في أخبارها وتقاريرها، ولما تمتلكه من شفافية وحرية لا حدود لها، في حين أنَّ الصحف الورقيَّة لِملامحها الرسميَّة تعمل في ظِل أعراف وقيود؛ ومِقَـصّ رقيب لا يَرحم، وإنْ اختلفت حِدَّة سِـنَانه مِن بلد لآخَر!
وهنا أعتقد أنَّ (صحفنا المحليَّة في طبعاتها الورقيَّة) ليست بعيدة عن مصير (السَّفِيْر)، في ظِلِّ التحدِّيات السابقة التي يُضاف لها أنَّ المجتمع السعودي تِقنِي بامتياز، يُفضِّل التكنولوجيا، ويتجاوب سريعًا معها؛ فيكفي أن إجمالي عدد مشتركي خدمات الاتِّصالات والإنترنت في المملكة قد بلغ حتى نهاية الربع الثاني من العام 2016م (22,4 مليون مستخدم)، والسعوديون جاءوا في صدارة مَن يسكنون (تويتر) عالميًّا بنسبة وصلت لـ(41%) من عدد مستخدميه حول العالم، ومثله (سناب شات) الذي احتل السعوديون في متابعته المركز الأول عالميًّا، مُحقِّقين الرقم (7 ملايين)، يأتي بعدهم الايرلنديون، ثم السّويديون.
وكذا من التحدِّيات التي تواجه (صحفنا الورقيَّة) نَمَطيَّتها، وضِعف كوادرها الإعلاميَّة؛ لاعتمادها كثيرًا على المتعاونين الذين معظمهم غير مؤهلين، ومشغولون بوظائفهم الأساسيَّة!
لست بالمتشائم، ولكن في ظِل الوضع الراهن صَدِّقوني لو رفعت الحكومة دعمها عن المؤسَّسات الصحفيَّة الذي من صوره: (قيمة اشتراكات المؤسَّسات الحكوميَّة)، فستكتب عاجلاً شهادات وفاتها، وهي التي تعاني اليوم!
أخيرًا في تلك السماء الملبَّدة بالغيوم الرعديَّة.. هل هناك بارقة أمَل؟! ربما (نعم)، لكن بشرط أن تتلمَّس صحفنا وسائل جديدة تمزج بين التقليدي والحَـديث، معتمدة على تأهيل صَحَفِـيِّيها، مع التركيز على الحصريَّات في حواراتها وتحقيقاتها الاستقصائيَّة، والإفادة من تجارب عالميَّة، كإصدار طبعات مجانيَّة تُوزَّع في وسائل النقل والتجمُّعات البشريَّة، التي من ميزاتها رواج الإعلانات فيها، كما هو الحال مع صحيفة (مترو)، التي تُصْدِرُ (أكثر من 17 مليون نسخة يوميًّا، في 67 طبعة، لِتُوزَّع في 23 دولة في أمريكا، وأوروبا، وآسيا)، وهي التجربة التي بدأت في الجزائر قبل أشهر من خلال صحيفة (مترو أنفو)، فهل تتحرَّك مؤسَّساتنا الصحفيَّة، للدفاع عن حياتها قبل مماتها؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store