الأمل في أخلاقيات المهنة 1/2

نالت إعجابي إحدى الرسائل التي تلقيتها عبر بريدي الإلكتروني، والتي تسرد قصة أربع شمعات تحترق بغرفة مظلمة، الأولى وترمز للسلام “Peace”، وكيف أنها انطفأت ولم تستطع الصمود طويلاً في ظل هذا العالم المليء بالحقد والكراهية والغضب. والثانية وترمز إلى المصداقية “Faith”، والتي سرعان ما غاب ضوؤها نتيجة الغش والخداع الذي أصبح سمه هذا العصر. والثالثة وترمز إلى «الحب»، وكيف ولّى نورها في عالم نَدر فيه الحب وتناسى الإخلاص. أمّا الشمعة الرابعة والتي ترمز «للأمل»، استطاعت المحافظة على وهجها لتعيد الحياة من جديد للشمعات الثلاث، وتبث السلام والمصداقية والحب في حياتنا من جديد. تذكّرتُ حينها محاضرة ألقاها د. شريف عبدالعظيم أستاذ كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عن «أخلاقيات المهنة» وأثرها على المجتمع، والتي كانت ضمن فعاليات منتدى قيادات مجموعة دلة السنوي برعاية الشيخ صالح كامل، حيث استطاع د. شريف -وفي مدة لم تتجاوز العشر سنوات- ترسيخ مفهوم أخلاقيات المهنة من خلال تطوعه بتدريسها كمادة أساسية لطلبة كلية الهندسة، ومن ثم قام بتأسيس جمعية «رسالة» الخيرية، تهدف لتنمية العمل التطوعي، وتوعية المجتمع بأخلاقيات المهنة، وأثرها على سلوكياته، كالتبرع بالدم وخدمة المعاقين، حتى وصل عدد المتطوعين إلى سبعين ألف متطوّع من خلال (34) فرعًا داخل جمهورية مصر العربية، وأصبحت واحده من كبريات الجمعيات الخيرية بالشرق الأوسط. أخلاقيات المهنة تُعبِّر عن المعتقدات الأساسية للفرد، وهي التي تقوده إلى ما يجب فعله، أو ما لا يجب أن يفعله، وما هو صواب أو خطأ، أو حق أو باطل، وهي التي توجه أخلاقنا وسلوكنا تجاه التعامل مع المواقف، أو نحو الآخرين من حولنا، وإن لمظاهر السلوك الإنساني الذي يسلكه الفرد ومهنته علاقة وطيدة بين قيمه التي يعتنقها من جهة، وبين قيم المنظمة التي ينتمي إليها، وتطبيق فلسفتها من جهة أخرى، وبين قيم المجتمع الذي يعيش فيه من جهة ثالثة. همسة: أخلاقيات المهنة وأثرها على المجتمع هي شمعة الأمل الوحيدة المضيئة، والتي نأمل أن تنير العقول والقلوب التي تعاني من مرض الرشوة، وتساهم في معالجة مشكلة تفشي الفساد الإداري في مجتمعاتنا (إنّ التفاؤل والأمل كلاهما مثل الضعف واليأس يمكن تعلمهما «دانيال جولمان»).. وللحديث بقية. Salehefni@gmail.com