Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تحفيز المواطن وتنمية المجتمع

قبل عدة أيّام ألقى أوباما خطابه الختامي بعد حكم دام ثمانية سنوات، ليقول للشعب الأمريكي: إن أمريكا أصبحت عظيمة، لأن المواطن أصبح واعياً، ويعرف دوره ومكتسباته، وأن استمراره بهذا الوعي سيدعم بلاده ويجعله

A A
قبل عدة أيّام ألقى أوباما خطابه الختامي بعد حكم دام ثمانية سنوات، ليقول للشعب الأمريكي: إن أمريكا أصبحت عظيمة، لأن المواطن أصبح واعياً، ويعرف دوره ومكتسباته، وأن استمراره بهذا الوعي سيدعم بلاده ويجعلها دوماً قوية في مواجهة كافة التحديات المستقبلية، وأن الرفاه مستمر بغض النظر عن مَن سيقود البلاد.
لم يهتم أن يخبر الشعب ماذا قدَّم لهم، لأنه يتحدَّث بصيغة مَن يخدم شعبه وهو رئيسهم، عملاً بقول: (سيد القوم خادمهم)، فهو مُعيَّن من قِبَلهم ليُمارس دور يدعم استمرارية ونجاح بلاده. ولعل العظة تكمن في قول كينيدي: (لا تسأل ماذا عملت بلادك لك، ولكن اسأل ماذا عملت لبلادك)، القضية تنصب على دور المواطن في المجتمع وحماية مكتسباته، واستمرارها ناجم من القيام بدوره في حماية مجتمعه وتنميته، اَي يُقدِّم قبل أن يطلب لنفسه، لأن ما يقوم به سيضمن له ولمجتمعه الرفاه، القضية تكمن في انعدام الأنا والأنانية وحب الذات، وهذا هو الفرق بين الإنسان المتحضر والإنسان المتخلف، وتعتمد على تربية النشء والمجتمع، هل تُحب لنفسك ما تُحب لغيرك؟.. نعم سدنا وكُنَّا قادة العالم، عندما تخلّينا عن الأنانية واستغلال الموقع. نترحم على الزمن القديم، وأمامنا أسسه، لماذا لا نطبقها؟.. أصبحت الأنانية المطلقة هي المسيطر، في العمل، في المدرسة، وحتى في المسجد وفِي الشارع، تحكمنا الرغبة في الظهور، وأن نكون وسط اهتمام العالم، والطوفان من بعدي.. حتى جارنا أصبح يتأذى من تعاملنا، ولا ينعم بالهدوء في مناسباتنا، وقد لا يتم دعوته من قِبَلنا. حتى دعاتنا ركَّزوا على أشياء ونسوا المهم والزبدة في كون المسلم مرجعا في أخلاقه، لا يفرض على الناس رؤيته، بل يدعو بالتي هي أحسن.
نمر خلال الفترة الحالية بضغوطٍ اقتصادية مُؤثِّرة على قدرتنا على الاستمرار في العيش في بحبوحة ورخاء، والمطلوب منَّا في الفترة المقبلة أن نُفكِّر كيف ندعم ونُطوِّر مجتمعنا، ونُحقِّق الفائدة والوفر، بدلاً من التركيز على النفس بأنانية، فوطننا ينادي أن هناك حاجة لأن لا نُسرف، وأن نهتم بغيرنا في كل النواحي، وأن نُساير وقتنا حتى تتغيَّر الأمور إلى الأفضل.
شرعنا أساس عزتنا ورفعتنا، هل نعود إليه ونتّبعه في توجيهاته، فقد أصبحنا لا نهتم بها، وكل ما يهم أكثرنا الآن أن نُصنِّف بعضنا بعضاً، هذا مارق، وهذا خارج عن الملة، فأصبحت الفُتيا هي الأساس، وعلى كل الأصعدة، ولَم نعد نهتم بماذا نُقدِّم للمجتمع والعالم نحن منبع الرسالة ورسل البشرية.. المفروض أن نعود إلى الأسس كما تعوَّدنا عليها من زمن الأجداد، ونهتم بعودة الأمور في الإنفاق والاستهلاك إلى وضعها الطبيعي. وأن ندرك أن التضحية في الفترة المقبلة لابد منها ولا مناص إلا بها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store