مراكز الأخبار المزيفة

نشرت صحيفة الغارديان تقريرًا أشارت إليه صحيفة الوطن في عددها بالأمس، وذلك بعنوان: (الأخبار المزيفة تطغى في 2016م)، وذكر التقرير أن «الصادقين يخسرون بسبب تفشِّي مخيف للأخبار المزيَّفة، وصور مقاطع الفيديو المضحكة على الإنترنت، وأشار التقرير إلى أن المشكلة ليست في المخاطر التي تحيط بالديموقراطية، ولكن في تأثير وجود العديد من الأخبار والتقارير الخاطئة على الأزمات والمشكلات المستقبلية، كما أشار إلى أن المشكلة تكمن في سهولة وسرعة انتشار تلك الأخبار وكأنها حقيقة.
ويشير التقرير إلى أنه من الممكن أن بعض تلك الأخبار الزائفة يجني مَن خلفها أرباحًا كبيرة، وذلك من خلال الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعية، كما أن خطر مثل تلك الأخبار كبير جدًا خصوصًا على النطاق المحلي، وفي بيئة مجتمعية غير ناضجة، مبيّناً أن أحد أهم أسباب انتشار مثل هذه الأخبار الزائفة وجود سلطة مفرطة لدى مَن يُروِّج لتلك الأخبار عبر الإنترنت، في حين قدَّم الحزب الحاكم في إسبانيا وفي ظل تقديم حلول لمواجهة الأخبار الزائفة مقترحاً؛ يقضي بالامتناع عن قراءة ومشاهدة صور النكت المضحكة، فيما أُسِّس في إيطاليا لجاناً من الخبراء ليحكموا بخصوص صحة الأخبار، إضافة إلى إيجاد مراكز للدفاع ضد الأخبار المزيفة.
الأخبار المزيفة إن انتشرت في المجتمع وتناقلتها وسائل التواصل الاجتماعية، ولم تجد جهات رسمية تقف في مواجهتها، فمن شأنها أن تساهم في تدمير المجتمع والتأثير عليه، وإضعاف الثقة بين جهاته المختلفة، كما سينشغل المجتمع بإثبات أو نفي مثل تلك الأخبار المزيفة، وسيسعى بعض ضعاف النفوس إلى استغلال تفاعل المجتمع مع مثل هذه الأخبار المزيفة والاستنفاع من ورائها، بل وقد يسعى البعض إلى أسلوب الابتزاز مما يساهم في تفشي الفوضى والفتن، والنزاعات بين أفراد المجتمع.
الأخبار المزيفة تحتاج إلى وقفة جادة، وإلى نظام يساهم في مكافحتها، كما يساهم في القبض على مروّجيها ومحاسبتهم، وعدم السماح بتركهم يعبثون بالمجتمع ويساهمون في تفكيكه وتهديد أمن الوطن.