Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المشي في يوميات تنبش القواميس والمجلدات

نَحنُ بصَدَد الحَديث عَن المَشي وأَهميَّته، لِذَلك مِن بَاب الإضَافَة والفَائِدَة، كَان لِزَامًا أَنْ نَفتَح صَفحَات مِن قَواميس اللُّغة العَربيَّة، ونَنبش مُسمَّيات المَشي عِند كُلِّ الكَائِنَات الحَ

A A
نَحنُ بصَدَد الحَديث عَن المَشي وأَهميَّته، لِذَلك مِن بَاب الإضَافَة والفَائِدَة، كَان لِزَامًا أَنْ نَفتَح صَفحَات مِن قَواميس اللُّغة العَربيَّة، ونَنبش مُسمَّيات المَشي عِند كُلِّ الكَائِنَات الحَيَّة، وإليكُم أَبرَز مَا رَصدته هَذه اليَوميَّات:
* (الأحد).. قَال «أبومنصور الثعالبي» فِي كِتَاب «فِقه اللُّغة وسِرُّ العَربيَّة»، مُعدِّدًا أَنوَاع المَشي: (الرَّجُلُ يَسْعَى‏، المَرْأةُ تَمْشِي‏، الصَّبِيُّ يَدْرُجُ‏، الشَّابُّ يَخْطِرُ‏، الشَّيْخُ يَدْلِفُ‏، الفَرَسُ يَجْرِي‏، البَعِيرُ يَسِير‏، الظَّلِيمُ يَهْدِجُ‏، الغُرَابُ يَحْجُلُ‏، العُصْفورُ يَنْقُزُ‏، الحَيَّةُ تَنْسَابُ‏، العَقْرَبُ تَدِبُّ‏)..!
* (الاثنين).. رَتّب «الثعالبي» دَرجَات المَشي قَائِلًا: (الدَّبِيبُ‏ ثُمَّ المَشْيُ،‏ ثُمَّ السَّعْيُ‏ ثُمَّ الإيفَاضُ،‏ ثُمَّ الهَرْوَلَةُ‏ ثُمَّ العَدْوُ،‏ ثُمَّ الشَّدُّ‏)..!
* (الثلاثاء).. قَال «الثعالبي»: (الدَرَجَانُ مشْيةُ الصَّبيِّ الصَّغيرِ‏، والحَبْوُ مَشْيُ الرَّضِيعِ عَلَى مُؤخِّرته‏، والحَجَلانُ والرَّدَيَانُ أنْ يَرْفَعَ الغُلامُ رِجْلًا؛ وَيمْشِيَ عَلَى أُخْرَى‏، والخَطَرَانُ مشْيَةُ الشَّابِّ باهْتِزَازٍ وَنَشَاطٍ‏، والدَّلِيفُ مشْيَةُ الشَّيْخِ رُويدًا وَمُقَارَبَتُهُ الخَطْوَ‏، والهَدَجَانُ مشْيَةُ المُثَقَّلِ،‏ وَكَذَلِكَ الدَلْحُ والدَّرَمَانُ‏، والرَّسَفَانُ مشْيَةُ المُقَيَّدِ‏،‏ والدَّأَلانُ مشْيَةُ النَّشِيطِ‏،‏ وبالذال مُعْجَمَةً مشْيَةٌ خَفِيفَة، ‏وَمِنْهَا يُسَمَّى الذِّئْبُ بالذُّؤالَةِ، والوَكَبَانُ مشْيَة في درَجَانٍ، وَمِنْهُ اشْتُقَ المَوْكِبُ‏)..!
* (الأربعاء).. لَم يَتوقَّف «الثعالبي» عِندَ هَذا الحَدّ، بَل زَاد فِي ضرُوب المَشي وأَنوَاعه ليَقول: (الاخْتِيَالُ والتَّبَخْتُرُ والتَّبَيْهُسُ؛ مشْيَةُ الرَّجُلِ المُتَكَبِّرِ، والمَرْأَةِ المُعْجَبَةِ بِجَمَالِهَا وَكَمَالِهَا‏، الخَيْزَلى والخَيْزَرَى مشْيَةٌ فِيهَا تَبَخْتُر‏، والخَزَلُ مشيَةُ المُنْخَزِلِ في مَشَّيِهِ كَأَنَّ الشَّوْكَ شَاكَ قَدَمَهُ‏، والمُطْيَطَاءُ مشْيَةُ المُتَبَخْتِرِ وَمَدُ يَدِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ «ثُمَّ ذَهَبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطَى»)..!
* (الخميس).. مَازَال «الثعالبي» فِي كِتَابه «أسرارُ اللُّغَة»، يُكمل تعدَاد أَنوَاع المَشي فِي اللُّغَة، حَيثُ يَقول: ومِن أَنوَاع المَشي: (القَهْقَرَى مشْيَةُ الرَّاجِعِ إلى خَلْفُ‏، والعَشَزَانُ مشْيَةُ المَقْطُوعِ الرِّجْلِ‏، والقَزَلُ مَشْيُ الأعْرَجِ‏، والتَّخَلُّج مشْيَةُ المَجْنُونِ في تَمَايُلِهِ يَمْنَةً وَيسْرَةً‏، والإِهْطَاعُ مشْيَةُ المُسْرع الخَائِفِ، ومِنه قَولهِ تَعَالَى‏:‏ «‏مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِم‏»، والهَرْوَلَةُ مشْيَةٌ بَيْنَ المَشْي وَالعَدْوِ‏، والنَّأَلانُ مشْيَةُ الَّذِي كَأَنَّهُ يَنْهَضُ بِرَأْسِهِ، إِذَا مَشَى يُحَرِّكُهُ إلى فَوْقُ، مِثْلَ الِّذِي يَعْدُو وَعَلَيهِ حِمْل يَنْهَضُ بِهِ‏)..!
* (الجمعة).. قَد تَكونَان -أيُّها القَارئ وأَيُّتهَا القَارِئة- اكتَفيتمَا بهَذه الأَمثِلَة حَول أَنوَاع المَشي، لَكن شَيخنا «الثعالبي» لَم يَكتفِ بَعد، بَل زَادَ عَلى ذَلك بقَولهِ: (التَّهَادِي مشْيَةُ الشَّيْخِ الضَّعِيفِ، والصَّبِيِّ الصَّغِيرِ، والمَرِيضِ والمَرْأَةِ السَّمِينَةِ‏، والرَّفْلُ مشْيَةُ مَنْ يَجُرُّ ذُيُولَهُ وَيَرْكُضُها بالرِّجلِ‏، والرّمْلُ والرَملانُ كالهَرْوَلَةِ‏، والهَيْدَبَى مشْيَةٌ بِسُرْعَةٍ‏، والتَّذَعْلبُ مشْيَةٌ في اسْتِخْفَاءٍ‏، والخَنْدَفَةُ والنَعْثَلَةُ أنْ يَمْشِي مُفَاجًّا يَقْلِبُ رِجْلَيْهِ، كَأَنَّهُ يَغْرِفُ بِهِمَا وَهِيَ مِنَ التَّبخْتُرِ‏، والتَّرَهْوُكُ مشْيَةُ الَّذِي يَمْشِي كَأَنَهُ يَمُوجُ في مَشْيِهِ‏، والحَتْكُ أنْ يُقَارِبَ الخَطْوَ ويُسْرعَ‏، والزَّوْزَأةُ أنْ يَنْصِبَ ظَهْرَهُ وًيقَارِبَ الخُطْوَةَ)..!
* (السبت).. لقَد طَالَ بِنَا الطَّريق، ونَحنُ نَتحدَّث عَن أَنوَاع المَشي، لِذَلك هَذه آخَر حَصيلَة اليَوميَّات مِن كُتب اللُّغَة، حَيثُ يَقول «الثعالبي»: (الضَّكْضَكَةُ والانْكِدَارُ والانْصِلاتُ، والانْسِدَارُ والإزْرَافُ والإهْرَاعُ، الإِسْرَاعُ في المَشْيِ‏، والأتَلاَنُ، أَن يُقَارِبَ خَطْوَه في غَضَبٍ‏، والقَطْو، أنْ يُقَارِبَ خَطْوَهُ في نَشَاطٍ‏، والإحْصَافُ، أَنْ يَعْدُو عَدْوًا فِيهِ تَقَارُب‏، والإحْصَاَبُ، أنْ يُثِيرَ الحَصْبَاءَ في عَدْوِهِ‏، والكَرْدَحَةُ والكَمْتَرَةُ، عَدْو القَصِيرِ المًتَقَارِبِ الخَطْوِ‏، والهَوْذَلَةُ، أنْ يَضْطَرِبَ في عَدْوِهِ‏، واللَّبَطَةُ والكَلَطَةُ، عَدْو الاقْزَلِ‏)..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store