Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مجتمعنا بين السمنة والرشاقة

كشفت الدراسة التي أجراها كرسي أبحاث السمنة بجامعة الملك سعود أن ثلاثة أرباع المجتمع مصابون بالسمنة (70% من رجال المملكة و75% من نسائها) وأن أكثر من 80% من مرضى السكر من النوع الثاني في المملكة لهم

A A

كشفت الدراسة التي أجراها كرسي أبحاث السمنة بجامعة الملك سعود أن ثلاثة أرباع المجتمع مصابون بالسمنة (70% من رجال المملكة و75% من نسائها) وأن أكثر من 80% من مرضى السكر من النوع الثاني في المملكة لهم علاقة بالسمنة، وهناك دراسة أخرى من المكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي أشارت إلى أن عدد الوفيات بسبب أمراض السمنة في السعودية تصل إلى نحو 20 ألف حالة سنويًا، كما جاءت المملكة في بعض الإحصاءات في المرتبة الثالثة عالميًا في نسب معدلات السمنة في العالم وهذا الأمر لا يقتصر على البالغين فقط بل يصل للجيل القادم، فهناك نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل في المملكة مصابون بالسمنة.
أعتقد أن الموضوع لا يحتاج إلى تقديم المزيد من الأدلة والبراهين والدراسات لتؤكد بأن معظمنا يفرط في الأكل ولا ينتقي نوعية الغذاء الصحي بل يأكل الكثير من الأطعمة الضارة والمليئة بالسكريات والدهون وغيرها من العناصر التي تساهم في زيادة الوزن، فنحن أمام مشكلة تحتاج إلى حل شامل وواضح لنهتم بصحتنا وصحة أسرنا والأجيال القادمة، إذ إن الأبحاث العلمية ومعظم الأطباء يؤكدون ارتباط زيادة الوزن بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي.
في ظل هذا الإفراط في الأكل وزيادة الوزن وتأثيره على الصحة فقد سعى البعض وخصوصًا الفتيات المهووسات بالرشاقة للبحث عن حلول سريعة لتجاوز مشكلة زيادة الوزن فلم يعمدن إلى الجهات الطبية ولم يتبعن نظامًا غذائيا طبيًا أو يمارسن الرياضة أو يغيرن أسلوبهن في الأكل ويتجنبن بعض الأطعمة، بل عمدن إلى بعض الوصفات الوهمية كتناول بعض الأقراص أو وضع بعض الأحزمة أو أخذ بعض أدوية التخسيس والتي يزعم أصحابها أنها تساهم في التخلص من الدهون والوزن الزائد في ساعات، وفي الحقيقة أن مثل تلك الوصفات الوهمية لا تأثير لها دائم على الوزن بل قد تساهم في إيجاد أضرار أكبر مثل الفشل الكلوي أو اضطراب الهرمونات وزيادة ضغط الدم.
ببساطة وحتى نعيش في مجتمع صحي تنخفض فيه معدلات السمنة فعلينا أن نتناول الطعام الصحي ولا نفرط في تناول كميات كبيرة منه وأن نمارس الرياضة بكل أنواعها وبما يتناسب مع الإمكانات الصحية لكل فرد وكل ذلك تحت إشراف طبي، وبالرغم من أن هناك اتجاه واضح نحو ممارسة الرياضة في مجتمعنا من خلال وجود مسارات جديدة للمشي وصالات اللياقة إلا أن هذا قد لا يؤدي إلى تحقيق النتائج المأمولة في ظل الاستمرار في تناول طعام غير مفيد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store