عندما يتحدث الأغنياء عن الفقراء

بالأمس انطلق منتدى الأعمال الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس الشتوي بسويسرا وذلك بمشاركة قرابة 3 آلاف من القادة السياسيين ورجال الأعمال والفنانين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويعقد في إطار المنتدى أكثر من 400 جلسة تقوم ببحث العديد من الموضوعات المختلفة والمتنوعة ومنها الصراعات حول العالم وفي مقدمتها الأزمة السورية، وذلك في ظل مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة مثل الرئيس الصيني ورئيسة الوزراء البريطانية ونائب الرئيس الأمريكي ونائب الرئيس الروسي إضافة للأمين العام للأمم المتحدة ومدير منظمة التجارة العالمية ورئيسة صندوق النقد الدولي.
هذا المنتدى الذي تعقد فيه المناقشات على مدار 4 أيام ويشارك فيه الآلاف من السياسيين ورجال الأعمال ونجوم هوليوود وبوليوود وتحجز فيه عشرات الفنادق تصل رسوم مشاركة الفرد الواحد فيه إلى 30 ألف دولار كما تصل تكاليف المنتدى إجمالًا حوالى 60 مليون دولار فيما تصل قيمة عضوية الشركات السنوية فيه من 50 - 500 ألف دولار تبعًا لحجم الشركة ويتولى حراسته الآلاف من الجنود ورجال الشرطة ويغلق المجال الجوي فوق دافوس خلال فترة المنتدى فيما تقام أكثر من 12 حفلة مساء كل ليلة من ليالي المنتدى يحضرها العديد من مشاهير الساسة والاقتصاديين والفنانين.
هؤلاء الأثرياء سيناقشون أوضاع تهم الفقراء والمحتاجين والأبرياء حول العالم ومن تلك الموضوعات أزمة تزايد هجرة اللاجئين وقضية الإرهاب في المنطقة وأثرها في ارتفاع أعداد المهاجرين هربًا من نار الحروب والاضطرابات، كما سيناقشون ارتفاع مستويات الائتمان وأسعار النفط وتدهور الأسواق المالية المختلفة في العديد من دول العالم إضافة إلى موضوع ارتفاع مستويات البطالة وتعرض الملايين من الوظائف حول العالم للإلغاء أو الفناء بسبب التكنولوجيا المتقدمة والتي وصفها تقرير المنتدى الماضي بالثورة الصناعية الرابعة، وهذا الأمر سيساهم في اتساع الفجوة بين الجنسين في مجال الوظائف ووجود المزيد من الضغوط على الحكومات بسبب تخلص العديد من القطاعات وخاصة قطاع الخدمات المالية لعدد كبير من الموظفين بسبب تأثير التكنولوجيا الحديثة.
منتدى دافوس مؤتمر سنوي فريد من نوعه يتحدث فيه الأقلية عن الأكثرية، ويناقش الأغنياء سبل مساعدة الفقراء، ويحتفل فيه المشاهير بقضايا الضحايا ويستمتعون فيه بلقاءات التعارف وتواصل النخب على هامش المؤتمر، وكما سبق أن ذكرت فلو قدمت تكاليف تنظيم هذا المنتدى وما يصرف على ضيوفه مباشرة لقضايا تخدم الفقراء واللاجئين حول العالم لكان نتيجته أجدى وأفضل من تجميع كل أولئك الأغنياء للحديث عن قضايا الفقراء.