كم هو جميل وعظيم أن يتساند المجتمع للبحث عن حقوق المساكين من الأرامل والأيتام والمرضى، ويتقصى أخبارهم، ويتابع ما يجري عنهم، إنها لمسة وفاء، وواجب عطاء.لكن ما لم يكن جميلاً ولا عظيماً أن تخترع أقصوصات للترويج الإعلامي، والتشهير الوهمي، في عملية لا إنسانية ولا مهنية!هذا الأسبوع اتصلت بي محطة فضائية كبرى للحديث عن العمل الخيري، وبالأخص ما روي عن عدم وصول زكاة الفطر لمستحقيها عبر مؤسسة مكة في فرع المدينة المنورة.والغريب أن أكثر من منسق إعلامي اتصل بي للمشاركة في نفس الحلقة بدون ترتيب بينهم، وقبل أن أبدي مشاركتي جمعت كل البيانات والكتابات، مع الاتصال بمن يعنيهم الشأن في نفس الموضوع، لكن مما لفت نظري أن جملة من الكتَّاب المرموقين وفي صحف مرموقة كرروا نفس عبارات التساؤل والتشكيك والمطالبات، ولم يكلفوا أنفسهم مؤونة السؤال والبحث!وكأنهم فرحوا بعد كتاباتهم لمقالات من هذا القبيل أن يتصل بهم الوزير أو الأمير أو المسؤول ليعقب على ما قالوا توضيحاً أو نفياً، ليبادر الكاتب بذكر من قرأوا مقالته، واستوضحوا من فكرته، وعقبوا على حروفه!! وكنت أظن أننا وصلنا إلى الحرفية في زمن ما عاد يقبل دغدغة العواطف، وسطحية المعلومات.وعوداً على قضية العمل الخيري، وخاصة قصة زكاة الفطر التي ألبست زوراً لمؤسسة مكة الخيرية في فرع المدينة المنورة، وجدنا (الحرفية) العالية، حين قام مدير الفرع كما نشرت جريدة المدينة الغراء الأسبوع الفارط، وتأكدت بنفسي بعد الاتصال بالمدير العام، من حضور لفيف من الإعلاميين والشرعيين والحقوقيين ورجال الأعمال، لا ليلتقوا في احتفالية خاصة بالمؤسسة، ويكيلوا بعبارات التزكية، لتغطية الموضوع، بل للنزول الميداني، والتقصي الواقعي، وإثبات حرفية الأداء والعطاء الذي قدمته المؤسسة.وهذه الطريقة التي وثقتها وسائل الإعلام لمختلف طبقات المجتمع، وسرعة الأداء، تدل على المهنية العالية، والشفافية الكبرى التي قامت بها، وفضحت بالتالي كثيراً من وسائل الإعلام ومنابر المقالات المستعجلة، بل إنها أحرجت الصحيفة التي نشرت الخبر المكذوب وادعت أنها تملك بعض الوثائق التي لم تستطع الإفصاح عن واحدة منها!لابد أن تتعلم وسائل الإعلام الدرس جيداً، أنه ما عاد من السهولة (فبركة) الأخبار، كما أنه ما عاد من المنطق الاتكاء على نفس (الخيوط) للحديث عن مؤسسات لم تخطئ، وإن كان الخطأ البشري وارداً.لكن من الأمانة والمهنية أن نشيد بكل عمل متقن ومحترف، خاصة عندما يكون خيرياً، ليس من ورائه مصلحة مادية ولا آنية.طوبى لمؤسسة مكة الخيرية، ولفرعها في المدينة المنورة التي فاقت بمهنيتها الإعلامية وردِّها المنطقي والواقعي، بعض الصحف التي لازالت تتغنى بتاريخ متقلب، ومحررين جدد!! ali@4shbab.net
مؤسسة مكة الخيرية.. وحرفية العطاء
تاريخ النشر: 04 أكتوبر 2010 06:15 KSA
كم هو جميل وعظيم أن يتساند المجتمع للبحث عن حقوق المساكين من الأرامل والأيتام والمرضى، ويتقصى أخبارهم، ويتابع ما يجري عنهم، إنها لمسة وفاء، وواجب عطاء.
A A