على شاطئ البحيرة.. «العمران» تحتضن الرمال

عند سفوح الرمال المتحرِّكة، وتخوم بحيرة الأصفر، تقبع مدينة العمران في أقصى الجهة الشرقيَّة من الأحساء، تمتدُّ بحدودها من قرية المركز إلى حدود قرية التويثير، ممثِّلةً مركزًا لـ(19) قرية تتبع لها، وهي: الرميلة، الحوطة، العمران الجنوبيَّة، العمران الشماليَّة، واسط، أبو الحصى، أبو ثور، العراميَّة، الصبايخ، غمسي، الشويكيَّة، الأسلة، السيايرة، السويدر، العليا، فريق الرمل، النخيل، الدويكيَّة، أبوالعنوز.. آخذة اسمها من نسبتها إلى عمران الفضلي، الذي يذكر بعض المؤرِّخين أنه قَدِمَ إليها من «ملهم» في نجد، واتَّخذها من ثَمَّ مقرًّا له، فعُرفت باسمه قرية آل عمران، ثمَّ سقطت من الاسم كلمة «آل»، وبقيت «العمران» فقط. وتأخذ العمران، بوصفها من أهم المُدُن في محافظة الأحساء، أهميَّتها من موقعها الجغرافي، ونشاطها الاقتصادي وإسهامها بالمنتجات الزراعيَّة المختلفة، فضلاً عن منتجات الحرف اليدويَّة، مثل سَّف الخوص، ومادته الأوليَّة الأولى المتمثِّلة في جريد النخل، كما عُرفت المدينة بالآثار والتُراث، مثل البيوتات القديمة المبنية من الطين والجص، خاصةً في قرية أبو العنوز، والدويكيَّة وأبو الحصى، والشويكيَّة، وأبو ثور.

وعلى مستوى الثقافة والتعليم، ظلَّت مدينة العمران حاضرةً في هذا المجال، وتمثِّل منبعًا للعلم والتعليم والعُلماء والشُعراء مُنذُ الزَّمن الأوَّل، حيثُ كان التعليم البدائي (الكتاتيب)، أو ما يُسمَّى بالمطوَّع، وكان بيت آل عبدالله المُتمثِّل في الملَّا حسين بن علي العبدالله، وأخيه المُلَّا محمد، وأبنائهم كانوا هم مُعلِمي ذلك الجيل، خاصةً في تعليم القرآن الكريم، والقراءة والكتابة، كما أنَّ هناك بيوتًا لتعليم النساء قراءة القُرآن الكريم، وحفظه، وتجويده، وتوجد في العمران عوائل كثيرة وكبيرة وعريقة، وتُعتبر عائلة العلي بأفخاذها من أكبر العوائل.

وتحتفظ ذاكرة مدينة العمران بشخصيَّات بارزة في نسيجها الاجتماعي، في مقدِّمتهم الشيخ عمران بن حسن السليم العلي، المتوفى في عام 1360 للهجرة، وعُمدة العمران الشيخ عبدالمحسن بن عيسى بن حسن العلي -رحمه الله تعالى- حيثُ كان العلامة الفارقة في تاريخ العمران، وعُرف بشخصيَّته القويَّة، وحكمته الناضجة، ومكارم أخلاقه، وشجاعته، وكرمه، وأعماله الخيِّرة، وتُوفِي في عام 1408 على طريق الدَّمام، والحاج عبدالله بن حسن الحسين العلي، والد الشاعر محمد العلي، والعديد من الشخصيَّات البارزة في المجتمع -آنذاك-.