Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

الهجرات الجماعية .. سمة القرن

شذرات

A A
الهجرة الاختيارية أقل بكثير من الهجرة القسرية، أحياناً تكون هذه الهجرة داخل الوطن الواحد كالهجرة من الريف للمدن كما حدث في القاهرة في العقود الأخيرة حتى أصبحت من أكبر المدن العربية سكاناً. لقد شهدت المدينتان المقدستان في العقود الخمسة الأخيرة هجرة غير مسبوقة من الأرياف في داخل الوطن ومن خارج الوطن باعتبار المدينتين عنصري جذب لأي مسلم رغم القيود النظامية التي وجدت لإعاقة هذه الهجرة من الاستيطان في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والمناطق المحيطة بهما، ولسنا بصدد البحث عن هذه الهجرات للمدينتين المقدستين بقدر الرغبة في إلقاء الضوء على الأسباب عالمياً رغم اختلافها والمبررات. لعل من أهم أسباب الهجرات : (1) البطالة، حيث البحث عن فرص العمل ،(2) البحث عن فرص تعليمية غير متوفرة لديهم ،(3) عوامل جيولوجية أو مناخية كالجفاف أو غيره وقد تكون هناك كوارث طبيعية أخرى،(4) البحث عن الأمن والاستقرار واحترام حقوق الإنسان ،(5) تفشي العنصرية وتجارة الرقيق كما حدث في القارة الأفريقية ،(6) البحث عن فرص للرعاية الصحية، (7) وهناك هجرة إلى بعض الدول الحديثة النشأة كما حدث في أمريكا أو عدد سكان قليل نسبياً أمام مساحات جغرافية واسعة كما يحدث في كندا ومبررات أخرى متعددة، كما حدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن حيث النزاعات المسلحة وتدخل أطراف عديدة في القتال الداخلي مما يضطر العديد للنزوح إلى دول مجاورة أو حتى بعيدة بحثاً عن الأمن الاستقرار والحفاظ على كرامتهم. قد لا يعرف البعض أن بلادنا تحتضن ما يربو عن ستة ملايين جاءوا عبر العقود الثلاثة الأخيرة منهم مليونا مواطن يمني ومليونان ونصف من سوريا يعيشون جميعهم داخل المجتمع السعودي ومنصهرون فيه وقد منحوا حق التعليم والرعاية الصحية وحق العمل إلى أن ترفع عن بلادهم الغمة ويعودوا إلى موطنهم الأصلي، وهناك جنسيات أخرى مثل البرماويين حيث يصل عددهم إلى ستمائة ألف مقيم تم في السنوات الأخيرة تنظيم وضع إقامتهم وجنسيات من أفريقيا وغيرها. مصر تحتضن عشرات الآلاف من الليبيين وبعض السوريين وتركيا تحتضن أربعة ملايين من العراق وسوريا هربوا من نزاعات الحروب في بلادهم، للهجرة تأثير كبير على الإنسان المهاجر وعلى الحضارة التي ينزح إليها (وللحديث بقية).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store