لوحظ في الفترات السابقة، وعلى مدى سنوات ماضية، ابتعاد الكثير من الطلاب والطالبات في الصف الأول الثانوي عن الالتحاق بالأقسام العلميَّة، ويفضلون الذهاب إلى الأقسام الأدبيَّة وغيرها، ويأتي في مقدمة الأسباب الهروب من المواد العلميَّة، وخاصَّة مادة الرياضيَّات. ولو رجعنا إلى الواقع لوجدنا هؤلاء الطلاب والطالبات لديهم القدرة العقليَّة والمؤهلات للحصول على علامات ودرجات مميَّزة، ولكنَّهم اصطدموا ببعض من الأشخاص السلبيين الذين سبقوهم بالدراسة، وكوَّنوا لديهم صورة سلبيَّة عن مادة الرياضيَّات بأنَّها تُعتبر من أصعب المواد، فنجد الطالب أو الطالبة يكون في حيرة من أمرهما لاختيار التخصص المناسب، والذي من الممكن أن يكون سببًا في ضياع مستقبل الطالب -لا قدر الله- كونه يطمح في الالتحاق بوظيفة مرموقة في المستقبل لخدمة دينه، ثم وطنه ومجتمعه.
وكما يعلم الجميع بأنَّ الرياضيَّات تُعتبر عنصرًا أساسًا لجميع المواد العلميَّة، بما في ذلك الكيمياء والفيزياء والأحياء، وغيرها، فنجد الطبيب والمهندس والاقتصادي والتجاري وغيرهم يتوجَّب عليهم أن يكون لديهم خلفيَّة واسعة في علم الرياضيَّات.
لذا يجب على المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور الشعور بالمسؤوليَّة، وادراك أهميَّة مادة الرياضيَّات في خلق آفاق تعليميَّة واسعة للطلاب والطالبات؛ تضامنًا مع رؤية المملكة العربيَّة السعوديَّة 2030 والتي تسعى للاستفادة القصوى من طاقات أبنائنا من خلال تبنِّي ثقافة الجزاء مقابل العمل، وإتاحة الفرص للجميع وإكسابهم المهارات اللازمة التي تمكِّنهم من السعي نحو تحقيق أهدافهم ولتحقيق هذه الغاية سوف تعزز قدرة الاقتصاد على توليد فرص عمل متنوِّعة.
إذًا علينا أن نعزز دور وأهميَّة تعلم الرياضيَّات ونقلها للطلاب والطالبات من مرحلة الصف الأول الابتدائي ومعرفة ما هي العوائق التي تواجههم من أجل تلقي المعلومة الصحيحة، وتكريسها في عقول أبنائنا من خلال الاستعانة بالأخصائي النفسي لتهيئة الطلاب بالابتعاد عن الخوف من المواد العلميَّة بالإضافة لإقامة احتفالات ومهرجانات للحديث عن أهميَّة تعلُّم الرياضيَّات ومدى فائدتها القصوى للمستقبل وتقديم الهدايا والمكافآت لزيادة التحفيز وكذلك نقل رسائل إيجابيَّة من المؤثرين للطلاب والطالبات، وتنويع سبل ووسائل التعلُّم ما بين النظري والسمعي والحركي والعملي؛ نظرًا للاختلافات والفروقات الفرديَّة من طالب إلى آخر.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
