Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الرطيان

الإرهابي نيلسون مانديلا!

فضة الكلام

A A
(1)

كتبت سابقًا:

يحدث انفجار في مكانٍ ما.. ‏يُسمِّيه أحدهم: نضالا، يُسمِّيه الآخر: إرهابًا.

‏الأقوى بينهما، «كلماته» هي التي ‏ستقوم بصياغة الخبر في الإعلام، ‏وتفتح لها المنابر، وتُحوّلها إلى ثقافة شعبية تُردِّدها الجماهير وتؤمن بها!

(2)

مَن الذي يكتب القانون؟

هل هم أناس مصلحون وطيبون تخلَّصوا من نزواتهم وأطماعهم إلى درجة ملائكية، وانحازوا للضعفاء والمسحوقين بالأرض؟.. أم أن الذي يكتبه الأناس الأقوياء ليحميهم ويحمى مصالحهم؟.

هل هو في خدمة الغالبية العظمى من الناس؟.. أم أنه يأتي لخدمة خاصة الخاصة منهم؟.

الذين على الهامش -دائمًا- يُراقبون ما يُصنع، ويُكتب.. ويُنفِّذون!

الأدبيات، والقوانين تكتفي بمغازلتهم.. وعند النوم تختار السرير الخاص!

الضعفاء، دائمًا، ينتظرون من الخاصة أن يخرج من بينهم مَن يُنصفهم ويُساندهم، ويظلون يقبعون في خانة الضعف التي اختاروا - وقبلوا - البقاء فيها.

القوانين يكتبها الأقوى.

الكلمات.. يُحدّد معانيها الأقوى.

النص - أي نص - مطواع لتفسير الأقوى.

اللغة - وما تحمله من معانٍ - والكلمات الجديدة يبتكرها الأقوى.. وتصبح - بعد فترة - جزءًا من ثقافة الأضعف.

المزاج العام، ذوقك، ملابسك، طريقة تقديمك للأكل، هواياتك.. يصنعها الأقوى، وأنت تُقلِّده.

تعريفات الولاء والانتماء والوطنية تجدها جاهزة - في القوالب التي اختارها الأقوى - وعليك أن تؤمن بها.

الأقوياء في هذا العالم - على سبيل المثال - يحددون لك:

من هو «الإرهابي» ومن هو «المناضل»؟

ما هو القانون والنظام؟.. ومن هم الخارجون عليه؟!

الأقوى ينظر إليك من الأعلى.. يحدد لك كل شيء.. يصنع «الأخلاق» الجديدة.. وأنت تُؤمن بها.

اخترت أن تكون في هذه الخانة:

تنتظر أحدًا من «النخبة» ليُدافع عنك وينتزع حقوقك ويكتب قانونًا يشبهك.

ألا تعلم أن هؤلاء - مهما اختلفت درجة نزاهتهم - تُحركهم مصالحهم.

تنتظر إنسانًا بمرتبة نبي.. وهذا نادر الحدوث!

(3)

في عام 2008 اجتمع الكونغرس الأمريكي ليُسقط صفة «إرهابي» عن أحد أعظم قادة الكفاح من أجل الحرية والعدالة: نيلسون مانديلا!

وهذا يعني أنه كان في نظر الحكومة الأمريكية - وحكومات أخرى - طوال فترة سجنه، وإلى أن خرج وأصبح رئيسًا لجنوب إفريقيا، وبعد أن ترك المنصب.. وحتى لحظة اجتماع الكونغرس ليلة الخميس 26/6/2008 هو: الإرهابي نيلسون مانديلا!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store