Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شريحة الحراس.. من يعيش معاناتهم؟!

No Image

A A
سبقني الكثير في الكتابة عن معاناة حرَّاس الأمن، والمهضوم حقَّهم، وهم الذين يقفون على الأبواب، وأمام المكاتب، وفي داخل البنوك، والمستشفيات، والدوائر الحكوميَّة، وعلى المتاجر لحراسة الملايين، ولكن هل أحسسنا بما يحسُّون به، وعشنا همومهم، وعرفنا احتياجاتهم؟ لا أعتقد ذلك..! فما يحصلون عليه من مرتب فهو فتات، ومع ذلك لا يتورَّعون عن الحسم من هذا الراتب الضئيل؛ بمجرد الخطأ غير المقصود.

أنت أيُّها الحارس النبيل، يجب أن تقف مكانك، وأن تكون مبتسمًا للمراجعين، ولزبائن البنوك والمحلات التجاريَّة، وأن تتحمَّل التقريع والتجريح، وأن تعتذر للكلِّ عن ما يبدر منك من أخطاء.!

عندما يتحدَّث لي رجل حراسة، أجد أنَّه يعيشُ معاناةً لا أحدَ يشاركه فيها؛ بسبب ما أصاب النَّاس من حبِّ الأنا، والكِبر، فهم ينظرون له نظرةً دونيَّةً، وكذلك مَن أصيبوا بلوثة المال لا يرون إلاَّ أنفسهم، ولا يحسُّون بآدميَّة هذا الحارس.. فهؤلاء لهم حقوق على الجميع، ويجب رفع المعاناة عنهم، وزيادة مرتباتهم، وعدم التعرُّض لهم بالامتهان أو الاحتقار.. إنَّهم يمثلون الواجهة الحقيقيَّة، التي تبرز أيَّ مؤسسة لروَّادها.. سواء حكوميَّة، أو خاصَّة. ورجل الأمن المدني له مهام وواجبات تستحقُّ كلَّ التقدير؛ لأنَّها لا تقلُّ أهميَّةً من مهامِّ رجل الأمن في القطاع العسكريِّ، فحارس الأمن يقوم بمهامَّ عديدة تتضمَّن جهودًا عظيمةً بنظرة المنصف لهم، وما هو معروف لدى العقلاء أنَّ (الأمن) هو النقطة الأساسيَّة للانطلاق نحو التقدُّم والرّقي والازدهار في كلِّ بلدٍ.

حارس الأمن وظيفته مهنة شرف، ويجب ضم هؤلاء إلى مؤسَّسات الدولة بصفة رسميَّة، وإعطاؤهم البدلات اللازمة بدل خطر، وبدل عدوى لمَن يعملون في المستشفيات بين المرضى، فهؤلاء أبناؤنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة