3 معدات
شاهدنا عن قرب 3 معدات تتحرك بجوار تلك الأدخنة، وبعد رحلة سير قاربت الـ 20 دقيقة لم يكد يفصل ما بين «المدينة» وأعمدة الدخان سوى بضعة أمتار قامت تلك المعدات بمغادرة الموقع على الفور والتوجه إلى منطقة أبعد داخل تلك الأرض.. لترصد «المدينة» بعد ذلك عددا من العمالة المخالفة، وقد استنفرت في محاولة لمغادرة الموقع والتواري عن الأنظار. حاولت «المدينة» طمأنت العمال عن طريق الإشارة إليهم بالكف عن الهرب ومواصلة العمل حتى تتمكن من التحدث إليهم وبعد الوصول إلى الموقع وارتفاع درجة الحرارة الناتجة عن ألسنة اللهب، التي كانت قد انتشرت على مسافات واسعة أخذت «المدينة» بسؤال العمال عن سبب وجودهم هنا وعما يقومون بفعله لتعم لحظات الصمت المكان في رفض تام للحديث.. وما هي إلا لحظات حتى حطم حاجزَ الصمت دوي انفجار عدد من العلب المعدنية المضغوطة التي كانت تحترق وسط اللهب.
بيع النحاس
وبسؤاله عما يقومون بجنيه مقابل هذا العمل أوضح بأنهم يقومون ببيع النحاس، الذي يحصلون عليه سواء من الأسلاك أو الكيابل أو الكفرات مقابل 50 ريالا للكيلو الواحد.. وبسؤالهم أيضًا عمن يقوم بشرائها منهم أوضحوا أن هنالك أشخاصًا يأتون إليهم في نفس الموقع لشرائها ونقلها، إضافة إلى قيامهم بتسويقها على بعض الشركات.. وبسؤالهم عن الشخص المسؤول عن الموقع أجاب أحدهم بأنهم لا يعلمون شيئًا عمن قام بتوظيفهم في هذا العمل
أكواخ خشبية
وبسؤالهم عما كانوا يقومون بعمله بجوار ألسنة اللهب أنكروا وجودهم مؤكدين على أنهم لم يبرحوا مكانهم منذ الصباح ولم يقتربوا من موقع الدخان. وعن وجودهم في الموقع أوضحوا أنهم يقومون على مسح الأرض لبناء مشروع عليها. وعند سؤالهم عن نوع المشروع وعن مالك الأرض وتصاريح العمل أوضحوا أنهم لا يملكون شيئًا من ذلك، مشيرين إلى أن من قام بتشغيلهم في الموقع أخبرهم أن الأرض تعود ملكيتها إلى إحدى الشخصيات المعروفة. وأن هنالك وافدًا عربيًا يقوم بإحضار الطعام لهم كل يوم. لتتوجه «المدينة» إلى المجموعة الثالثة في ذات الموقع والتي كانت قد توارت في أكواخ خشبية وعند الوصول إليهم وسؤالهم عن سبب وجودهم أوضحوا أنهم وإضافة إلى المجموعتين السابقتين يعملون في الموقع منذ ما يقارب الـ8 سنوات.
تركستاني: التخلص من الإطارات والأسلاك يتسبب في تلوث الهواء
أوضح أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني أن التخلص من الإطارات والأسلاك والكيابل الكهربائية أو الاستفادة مما بداخلها من أسلاك ونحاس عن طريق الحرق يتسبب في تلوث الهواء وخصوصًا إذا تم هذا الأمر على مقربة من المناطق السكانية. وأشار إلى جملة من المخاطر يسببها حرق النفايات وأسلاك النحاس.
- التخلص من الإطارات والأسلاك يتسبب في تلوث الهواء
- كميات الـ «دايوكسينات» المسرطن يستنشقه عمال المحارق
- تهديد للإنسان بالأزمات الصدرية وأمراض الربو والسرطان.
- تهديد للكائنات الحية الأخرى كالنباتات والحيوان.
- انتشار غاز أول أكسيد الكربون «القاتل الصامت» أكبر خطر على الأهالي
الأرصاد: اتصالات متكررة.. ولا تعليق
«المدينة» حاولت التواصل عدة مرات مع المتحدث الإعلامي للهيئة حسين القحطاني للسؤال عن مصادر التلوث وأضرارها وسبل معالجتها ودور الهيئة في الحد منها وعلى الرغم من كثرة الاتصالات إلا أنه لم يجب ولم يقدم ردًا شافيًا.