Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لن نجني العسل لو تكاسل النحل

No Image

A A
الكسل أو التكاسل هو التثاقل والفتور والقصور عما ينبغي عمله، قال (الإمام النووي) عن الكسل: (هو عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة مع إمكانه). وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يستعيذ من الكسل بصورةٍ يوميّة صباحاً ومساءً من خلال أذكار الصباح والمساء،ولتتخيّل مدى الكسل الذي نمارسه سأذكر لك مثالين:

في العبادات الدينيّة هل هناك أسهل من عبادة الدعاء والذكر؟! لكن من منا الذي يمارس هذه العبادة العظيمة والتي لا تتطلب سوى تحريك اللسان وحضور القلب،بالتأكيد أن توفيق الله لنا هو أحد أهم الأسباب، ولكن للكسل أيضاً دورٌ كبير في ذلك.

وفي العادات الدنيويّة هل هناك أسهل من أن تُمسك كتاباً مُفيداً وتقرأه وتستخرج فوائده؟! لكن من منا يُمارس هذه العادة الفعّالة والمُفيدة جداً والتي لا تتطلب جهداً بدنياً، إنما مجرد تحريك لسان مع حضورٍ بسيط للذهن، ولكن الكسالى يأبون ذلك.

وإذا أردنا أن نُحلّل الأمر قليلاً وننظر في الأسباب لوجدناها غالباً لا تخرج عن:

تقصير التربية في المنزل، تجاهل البيئة والمجتمع، ضبابيّة الأهداف، غياب الطموح، تخلّف وسائل الإعلام،قَلة وجود المُعلمين والمُربين والقدوات، ضعف التحفيز والتشجيع، مُصاحبة الكسالى ، التردد والتسويف، ضعف الثقة بالنفس والمُبالغة في احتقار الذات، الخوف وتضخيم الأمور، النظرة القاصرة للحياة وضيق الأفق،قَلة الصبر واستطالة الطريق،كثرة الشواغل والمُلهيات، اختلاق الأعذار، التقليد الأعمى.

وإذا أردنا أن نقضي على الكسل لابد علينا أن نقضي على أسبابه وأن نُشيع ثقافة النشاط في المجتمع وأفراده ولنفعل ذلك علينا باللجوء إلى الله عز وجل بالدعاء والاستعاذة من الكسل وأن يكون لكل واحدٍ منا أهدافه الواضحة المكتوبة والتي يطمح لتحقيقها وأن نجعل الوسطيّة طريقنا فلا إفراط ولا تفريط وأن نقرأ في قصص الناجحين فهي مُحفّز قوي للنشاط والحركة وأن نُحسن إدارة أوقاتنا .

ولو استمر الوضع كما هو عليه،فلا تستغربوا يوماً إذا ما فقدنا العسل فربما تكاسل عن صُنعه النحل.!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة