Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أطفالنا فلذات أكبادنا

No Image

A A
لا شك أن للأطفال عالمًا خاصً، له سماته وخصائصه التي تميزهم عن عالم الكبار، فعالم الأطفال هو عالم مفعم بالنقاء والبراءة، وعالم الكبار هو عالم مشغول بحسابات الربح والخسارة والعطاء والمنع بناء على العائد منها. لكن عالم الأطفال يرى بساطة أن التعامل المادي يتم وفقًا للتالي: إنه يحق له كطفل الحصول على كل شيء يفي برغباته ويشبع نهمه. فعالم الطفل هو عالم الوفرة المطلقة وليس للنقود والمقابل المادي مفهوم واضح يدرج ضمن حساباته.

إن تفكير الطفل يرتبط بالتفكير التجريدي، بمعنى عدم القدرة على تمييز المعاني وفهم الحقائق غير المادية أو ما وراء الأشياء. فهم معنيون بمتعة الحصول على الشيء بغض النظر عما يترتب عليه من مسألة الدفع.. ولمواجهة تلك المشكلة هناك خطوات يمكننا إتباعها وهي: تحييد رغبات أطفالنا من الحصول على رغباتهم بصورة مباشرة وتعويدهم على أن متطلباتهم واحتياجاتهم المادية لها ثمن، كذلك مناقشة قيم أخرى مرتبطة بالصرف مثل (الادخار والتوفير) وأهميته من أجل شراء شيء أفضل في المستقبل.

وعلينا أن نسمح وأن نمنع في نفس الوقت، فمن الصعوبة أن يتخلى الطفل دفعة واحدة عن عفوية وحب الامتلاك، فمثلًا نوافق على إعطائه مبلغًا معيَّنًا من (النقود) وهكذا بالتخفيض التدريجي للمبلغ الذي يطلبه، مع شرح الأسباب المقنعة وراء هذا الترشيد، وعدم قدرة الأسرة على تلبية كل مطالب أفرادها مرة واحدة، وبذلك نضع الطفل على أولى درجات سلم النضج والوعي والمشاركة والمساندة الوجدانية وتحمُّل المسؤولية بما يتناسب مع عمره وخصائصه ودرجة المشكلة وتفاقمها.

ويجب مشاركة الطفل ضمن اجتماعات الأسرة المتعلقة بمناقشة الاحتياجات المهمة لكل فرد، وكيفية المواءمة والموازنة بين القدرة المادية المتاحة والمتطلبات، وبذلك يتعلم خبرة مهمة فيما يتعلق بالإنفاق، وليدرك أنه فرد في المجموعة، وليس فردًا منعزلًا عنهم، وهكذا شيئًا فشيء يتخلى الطفل عن النزعة الأنانية لينضم إلى المصلحة العامة في العائلة وهو ما يكسبه المزيد من النضج والإحساس بالمشاركة والتفاعل الإيجابي مع بيئته المحيطة فتتطور شخصيته وتنمو نحو الأفضل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة