Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

"مركز الملك سلمان للسلام العالمي" منهج أمة ورسالة أمان لعالم مضطرب

No Image

خبراء لـ المدينة : خطوة لتحقيق العدالة والقضاء على التطرف والإرهاب

A A
على الرغم من أهمية الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى ماليزيا، فقد جاء الإعلان عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي) ليرسخ اهتمام المملكة الكبير بإرساء مفهوم السلام العالمي مجسدا دولة ومنهج أمة كاملة. وقد لاحظ المراقبون أن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية جاءت في مقدمة القضايا التي تم بحثها في الزيارة التاريخية للملك. حيث شدد البيان المشترك على ضرورة تكثيف وتظافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف ونبذ الطائفية وللمضي بالعالم الإسلامي نحو مستقبل أفضل بإذن الله، في إطار أهداف ومقاصد منظمة التعاون الإسلامي، والسعي إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

من هنا أعلن البلدان عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي) وذلك بالتعاون بين كل من مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية ومركز الأمن والدفاع بوزارة الدفاع الماليزية، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، ورابطة العالم الإسلامي، على أن تنسق هذه الجهات فيما بينها لإكمال الترتيبات اللازمة لتنفيذ انطلاقة المركز خلال تسعين يومًا من تاريخ إعلانه.

اتَّفق خبراء سعوديون وعرب، على أن مركز الملك سلمان للسلام العالمي، الذي دعا خادم الحرمين لإنشائه في ماليزيا، ترجمة عمليَّة لسماحة الإسلام، ودعوته الدائمة للسلام والتعايش.

وقالوا لـ»المدينة»: المركز يحملُ رسالة سلام سعوديَّة للعالم، هدفها نشر الأمن، ومحاربة التطرُّف والإرهاب، والعيش المشترك بين الأديان، مؤكِّدين أن الإسلام دين محبَّة وسلام، ودين وسطيَّة لا يحضُّ على الكراهية.

وأشار إلى أن المركز سيسهم في توحيد الجهود الإسلاميَّة والعالميَّة لإشاعة السلام والاستقرار في دول المنطقة، والتي عانت كثيرًا من الحروب والإرهاب، وأنَّ المملكة بقيادة ورؤية الملك الحكيمة، المرتكزة على مكانتها الدينيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة في قلوب المسلمين، وتأثيرها العربي والإسلامي والدولي، لم تألُ جهدًا في القيام بدورها التاريخي، وتحقيق التعاون والتآخي بين الدول الإسلامية، وتوحيد كلمتها، وخدمة قضاياها المصيريَّة، والحفاظ على أمنها واستقرارها.

ابن معمر: دعوة سعودية للتعايش ومحاربة الإرهاب

أكَّد الدكتور فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أنَّ إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقرّه ماليزيا باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي)، وبالتعاون بين كلٍّ من مركز الحرب الفكريَّة بوزارة الدفاع في المملكة، ومركز الأمن والدفاع بوزارة الدفاع الماليزيَّة، وجامعة العلوم الإسلاميَّة الماليزيَّة، ورابطة العالم الإسلامي، يُعدُّ أحد إسهامات المملكة لتفعيل رسالة الإسلام والسلام التي تشرف القيادة السعوديَّة بحملها ودعمها تجاه المسلمين والعالم.

وقال إنَّ تأسيس المركز ترجمة عمليَّة لسماحة الإسلام ودعوته الدائمة لنشر قيم السلام والتعايش، وكل ما يخدم الإنسانيَّة جمعاء، وتحقيق مقاصد الدين الحقيقيَّة من خلال إشاعة السلام، الذي تنشده المجتمعات والأديان من أجل العيش المشترك. وأوضح أنَّ العالم الإسلامي يعاني من فترة ليست بالقصيرة من ظواهر دخيلة على المسلمين من خلال تبني بعض الجماعات المتلبسة بلباس الدِّين لظواهر التطرُّف، وممارسة الإرهاب، وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين، وهو ما أكَّدت عليه مضامين الكلمة التي ألقاها خادمُ الحرمين الشريفين -أيَّده الله- في مستهل زيارته لإندونيسيا، والتي أكَّد فيها أنَّ التحدِّيات التي تواجه العالم، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب، تحتِّم علينا جميعًا تعميق الحوار، وتكثيف الجهود لمواجهة هذه التحدِّيات.

وأضاف: إن العالم الإسلامي والمسلمين في كل أنحاء المعمورة لم يكونوا في وقت من الأوقات في أمسِّ الحاجة منهم اليوم إلى توحيد الكلمة، ونبذ التطرُّف والإرهاب، وتوضيح الصورة الحقيقيَّة للإسلام والمسلمين، وأنَّهم دعاة سلام ومحبَّة وتعايش، وأنَّهم من أكبر المتضرِّرين والضحايا للإرهاب.

عقيل: المركز يصدر صورة معتدلة للدِّين الإسلامي

أكَّد الدكتور أسامة عقيل، المتخصِّص في مجال حقوق الإنسان، أنَّ المركز سيعمل على تصدير صورة معتدلة واضحة للدِّين الإسلامي لمواجهة أصحاب الأفكار المتطرِّفة الذين يلصقون أنفسهم بالدِّين الإسلامي، أو الفريق الآخر الذي يعادي الإسلام؛ بسبب التيارات الإرهابيَّة المحسوبة على الدِّين. وأوضح أنَّ المملكة تسعى لوضع خبراتها في مواجهة الإرهاب الفكري إلى العالم، بعد أن نجحت في القضاء عليه عبر عمليَّات المناصحة، والمراجعات التي تمَّت مع أصحاب الأفكار المتطرِّفة، الذين تمَّ القبض عليهم خلال تفكيك الخلايا الإرهابيَّة في المملكة.

وتوقع أن يكون الهدف من المركز مكافحة كل ما يتعلق بالأفكار والأعمال المتطرِّفة والمتشدِّدة، وكذلك المساعدة في تعزيز مفهوم الوسطيَّة والاعتدال في العالم أجمع، عبر تكثيف وتضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرُّف ونبذ الطائفيَّة.

أبوهشيمة: نقلة عالمية في مواجهة التطرف

انتقد طارق أبوهشيمة، نائب مدير المركز الإعلامي لدار الإفتاء المصريَّة، عمليَّات التفسير الخاطئة واجتزاء النصوص المقدَّسة لتصبح أداة لتبرير الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابيَّة، ورحب بدور مركز الملك سلمان كقناة لمخاطبة العقول وتعزيز صورة الإسلام المعتدل، مشددًا على ضرورة صياغة رسالته بطريقة تخدم الأهداف السامية لمكافحة التطرُّف.

وأوضح أن التطرُّف والإرهاب لم يعودا محسوبين على الإسلام فقط، بل يتم استخدامهما حاليًّا فيما يُسمَّى بظاهرة الإسلاموفوبيا. وأكَّد أنَّ الهدف واحد رغم اختلاف الأديان والأوطان، وهو القضاء على العنف والإرهاب الذي يُلصق نفسه بالدِّين.

عوض: السلام في مواجهة «الحرب بالوكالة»

قال الخبير في الدراسات المجتمعيَّة والسياسيَّة، أنسي عوض، إنَّ المملكة تلعب دورًا كبيرًا على الصعيد العالمي لتحقيق السلم والأمن المجتمعي، والتصدِّي لمحاولات زعزعة الأمن في الدول العربيَّة. ونوَّه بتحذيرات المملكة منذ سنوات من آفة الإرهاب ودعواتها لإنشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب، مشيرًا أنَّها استوعبت المعنى الحقيقي للإرهاب بأنَّه ظاهرة لا ترتبط بأيِّ عرق، أو لون، أو دين، ولا وطن، وأشاد بتوقيت إنشاء مركز الملك سلمان للسلام العالمي في ظل ظروفٍ استثنائيَّةٍ، بعد أن اندلعت نيران حروب عديدة بالوكالة في المنطقة. وقال إنَّ المركز سيعمل على التصدِّي لمحاولات تشويه الدِّين الإسلامي والنظر إليه على أنَّه السبب الحقيقي وراء الحروب، وارتكاب الجرائم الإرهابيَّة، في ظل تنامي التطرُّف الفكري.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store