Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد عمر العامودي

حديث الأربعاء

A A
يظلُّ المرشحون لعضويَّة المجالس البلديَّة، منذ اليوم الأول لبدء حملاتهم الانتخابيَّة، يلاحقون الناخبين عبر كل وسائل الاتِّصال. ليس للسؤال عن الصحة والاطمئنان على حالهم، بل من أجل الظفر بأصواتهم في الانتخابات. ويتبارى المرشَّحون عادةً في تقديم الوعود، فإذا انفضَّ السامرُ وقُفلت الصناديق، اختفوا ولم تسمع لأحدهم صوتًا.

* ومنذ الدورة الأولى للمجالس البلديَّة في ثوبها الجديد، لم تقع عيني على العضو الذي أعطيتُ له صوتي، وفعل مثله الذي جاء بعده، والذي تلاهما، فقد كانوا في حملاتهم الانتخابيَّة يعدون بأشياء، لم يكن تحقيقها صعبًا، وبعد مرور سنوات، أصبح القول بفوائد المجالس البلديَّة هو الأصعب. فلا تزال الأرض الترابيَّة التي اتَّخذها أولاد الحي ملعبًا، كما هي، مكبًّا للزبالة، تحيط بها مخلفات العمارات من كلِّ جانب. ولا تزال أعمدة الإنارة تغطُّ في نوم عميق، تضوي على مزاجها، تنير ليلةً وتغيب ليالي. ومياه المجاري الطافحة تملأ الجو عفنًا وسمومًا، والأرصفة المتهالكة تقذف أحجارها إلى وسط الشارع، تعيق المارَّة وتؤذي السيَّارات، ولا تزال معظم البيوت ترمي بمخلَّفاتها بجوار حاويات الزبالة، كأنَّهم يفعلون ذلك للتخفيف على النكَّاشين الذين يجوبون الأحياء لجمع أكياس البلاستيك، والكراتين، وعلب العصائر، أمَّا الفئران في حيِّنا فقد فاق حجمُهَا القططَ، بحيث أصبح ضعيفو النظر لا يفرِّقون بين القطِّ والفأر.. أتحدَّثُ ليس من داخل الجزء السيئ من حي الرويس.. بل من الجزء الذي يحسبونه فاخرًا.

* ستقولون هذه مسؤوليَّة البلديَّات.. وهذا يقودنا إلى سؤال: ولكن ما هي وظيفة المجالس البلديَّة، إذا لم تكن وراء البلديَّات تدفعها، وتلفت إلى إخفاقاتها الأنظار؟! لا تجد من تبلغه بشكواك، رقم هاتف البلديَّة «940» أصبح التعامل معه مملاً!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store