Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بغيت من المشرق صبوح..!!

No Image

A A
يقف الناس احتراما وإجلالا أمام بعض المشروعات التي تم تنفيذها في حقبة زمنية ماضية، إما لإتقان العمل فيها أو لسرعة الإنجاز أو لضخامتها لدرجة أنهم يصابون بالدهشة المبررَة في الغالب، ومن تلك المشروعات التاريخية في العصور الماضية سور الصين العظيم وأهرامات الجيزة المصرية التي يتنامى كل يوم عنصر الدهشة حولها، أما حديثًا فنجد العديد من المشروعات الكبيرة كناطحات السحاب والأنفاق المائية والجسور المعلقة جميعها مشروعات ضخمة تستحق كثيرًا من الاحترام، إلا أن هناك مشروعات أيضًا تستحق ذات الاحترام والتقدير ليس لضخامتها أو لإتقان العمل فيها بل لحجم الغموض الذي يكتنفها والذي لم يستطع أحد أن يفك طلاسمه، إضافة إلى كمية الوقت المستهلك في التنفيذ مما جعل الناس فعلا يصابون بالدهشة والتأمل حول مصير هذه المشروعات ومستقبلها، ومن تلك المشروعات الغامضة الكوبري المعلق في طريق الملك عبدالعزيز في الباحة باتجاه مستشفى الملك فهد، ذلك المشروع الذي أكل الأخضر واليابس من حوله، واستبشر الناس به خيرا، وقدموا التضحيات من أجله إلا أنه لم ينجز حتى اللحظة، ولا يعلم أحد كيف سينجز وماهي ملامحه، ولم يستطع أحد تخيل مساره بشكل دقيق، وما يعلمه الجميع ويتفق على مرارته أيضًا أنه من أجل هذا المشروع أزيلت عشرات المحلات والعمائر السكنية حوله، بل أنه حين ترى حجم الدمار بسبب تلك الإزالات يتبادر إلى ذهنك أن هناك مشروعا ضخما جدًا سيقام في ذلك المكان لا يقل ضخامة عن جسر أكاشي كايكو المعلق في اليابان أو جسر السلطان محمد الفاتح في إسطنبول على أقل تقدير، إلا أنه مع مرور الوقت لم يظهر أي ملامح للمشروع تستحق الذكر سوى كتلة خرسانية قائمة أظنها بدأت في التصدع.

أن بطء العمل في هذا المشروع وتوقفه أوقات طويلة في السنوات الماضية زاد الناس دهشة حول ضرورة تلك الإزالات التي تمت بصورة سريعة من أجل إنجازه والذي يكاد يكون مستواه - مستوى الإنجاز - في أدنى مستوياته رغم موقعه الحساس، ومن هذا المنطلق يطرح العديد من أبناء المنطقة ومرتاديها تساؤلاتهم على طاولات إدارة الطرق في المنطقة التي تشرف على المشروع عن مصير هذا الجسر الذي كلف الكثير من الدمار والتعويضات المالية، متى سينجز؟ وكيف سينجز؟

وعلى إدارة الطرق أن تكون حذرة من أن يدب في الناس شعور يأس كبير بسبب وقف العمل في المشروع، فبعضهم تمنى لو بقي شارعهم كما هو، ولسان حالهم يقول: بغيت من المشرق صبوح سلام من المشرق سلام.!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store