Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الهياط.. وسنوات عجاف!

No Image

A A
أصبح الهياط سمة لازمت الكثير من أعمال أفراد مجتمعنا، صغيره وكبيره، رجاله ونساءه، وأصبح الجميع يهايط، كل حسب إمكانياته وقدراته.

ويبدو أن (السيوشيال ميديا) بأدواتها من إعلام مرئي أو مكتوب، مضافًا إليها أدوات التواصل الاجتماعي قد حلَّت لعنتها على مجتمعنا الصغير..

قَلَّما تجد عملاً -فرديًّا كان أم جماعيًّا- هذه الأيام يخلو من الهياط. ففي الوقت الذي بلغ فيه هياط (أصحاب الأموال) حدَّ تلبيس النوّق والأغنام عقود الذهب، أو إطعام النوق بعض أوراق العملة النقديَّة، في هدر وإسراف لأموال طائلة، هي إمَّا منهوبة من أموال الشعب بمشروعات وهميَّة، أو جاءت بطرق غير مشروعة من تجارة، أو غسيل الأموال.

قد يقول قائل: هذه تصرُّفات فرديَّة لا تعني إلاَّ صاحبها، لكن في المجمل لهذه الأفعال تبعات علينا جميعًا، فنحن في سفينة تبحر في طمأنينة على يم النعم التي منَّ الله بها علينا، وقد تُغرقها مثل هذه التصرُّفات الفرديَّة، فها نحن نضع أقدامنا على عتبة أولى السنوات العجاف، والتي ربما كان لهذا الهياط يد فيها من قريب أو بعيد.

وغير بعيد عن هؤلاء، تجد بقية المهايطين في مجتمعنا بجميع فئاته.. فكل يهايط حسب قدراته وإمكانياته، أو مكانه..

فالمعلم الذي يظهر نفسه في وسائل التواصل وهو يمسح دمعة طالب مهايط.. ومدير المدرسة الذي يصب القهوة لطالب في قاعة الاختبار مهايط، والمواطن الذي تظهره الصورة يقبل رأس عامل النظافة مهايط.. فنحن مجتمع مهايط كل على حسب إمكانياته وقدراته.. يدفعنا لذلك حبنا في التميّز على الآخر، وحبنا للظهور.. ويشجعنا على ذلك قبول بعض الجهات لهذا الهياط وامتداحه، في وقت أصبحت الكاميرا والصورة هي المفتاح السحري الذي يفتح لك مكاتب المسؤولين، وجيوب المحسنين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store