Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التمييز العنصري

No Image

A A
لم يكن ظهور التمييز العنصري بالأمر المستحدث، بل هو أمر أزلي مرَّ عبر العصور الأولى، قد تتعدَّد مصطلحات ومعاني التمييز العنصري، ولكن المعنى واحد، حيث يعرف بمعاملة الناس على أساس التفرقة، وبشكل غير متكافئ، وتصنيفهم بالاعتماد على انتماءاتهم العرقيَّة والقوميَّة والفكريَّة والعقائديَّة لترفع شأن قيمة مجموعة معيَّنة على حساب مجموعة أو فئة أخرى، وسلب حقوقهم بدون حق واضح.

من هنا يبدأ خلق جو عدائي لتنمو وتكبر العنصريَّة في ميادين الحياة، وهناك أنواع من التمييز العنصري منه التمييز المباشر، وهو تفضيل شخص عن آخرعلى حسب الانتماء والمعتقد، ويُسمَّى التمييز الوجاهي، وأيضًا نوع التمييز غير المباشر، ويكون نتيجة فرض شروط وقوانين على فئة معيَّنة جائرة لتخدم مصالح أخرى، وتضر بها، وكذلك المضايقة تعتبر من أنواع العنصريَّة، فهو نوع من التجاهل والتعمّد في تجريح الفرد، وسد الطريق أمامه.. من هنا ديننا الإسلامي الحنيف حثَّ على عدم التفرقة بأيِّ شكل من الأشكال، والدعوة إلى محاربة أنواع العنصريَّة، ووصفها بالجاهليَّة، وأعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه دون النظر إلى الدِّين، واللغة، والعرق، واللون. وكما قال رسولنا الكريم «النَّاسُ سواسيَّةٌ كأسنانِ المُشطِ».

هكذا هو الدِّينُ الإسلاميُّ، حفظ كرامة الإنسان، ونبذ أنواع العنصريَّة التي ذمَّها وحرَّمها؛ ليستطيع الإنسان أن يعلو ويرتقي بفكره، ليؤسِّس قاعدة متينة تعتمد على مبدأ العدالة والمساواة بين البشر، والنهوض بمفهوم التعايش، ونبذ التمييز العنصري؛ لتترقي المجتمعات نحو السلام والمحبة لحياة أفضل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store