Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

جولة الخير في رحاب المستقبل!

A A
باهتمامٍ وتركيز، يتابع رجال المال والاقتصاد في دول العالم كافَّة ما ستسفر عنه جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الآسيوية من إنجازات.

هذه الجولة التي تشمل عددًا من الدول التي تربطها بالمملكة علاقات وطيدة ومتينة تتعدَّى مكاسب تزويدها بالطاقة التي تدير عجلة اقتصادها، ومع أنَّ هذه الزيارة الملكيَّة تشمل بلدانًا إسلاميَّة تربطها بالمملكة وشائج الأخوَّة في العقيدة، والعديد من الاستثمارات وشراكة الصناعات، فإن لشمول اليابان في هذه الجولة ميزات عديدة، كونها صاحبة الاقتصاد الثالث عالميًّا، ولتفوُّقها في قطاعات الطاقة المتجدِّدة، والتفوُّق في مجالي الصناعة والترفيه؛ وهي مجالات تسعى المملكة لامتلاكها، تعويضًا عن تراجع أسعار البترول الذي أربك اقتصاديَّات الدول المنتجة للطاقة، ولمتابعة مشروعاتها الصناعيَّة والثقافيَّة والعمرانيَّة التي تأثَّرت بنقص الموارد الماليَّة.

ومع أنَّ «رُبَّ ضارَّة نافعة»، فعجز الميزانيَّة نتيجة تراجع واردات المملكة من بيع نفطها، دقَّ جرس الإنذار بقوَّة، منبِّهًا بضرورة تنويع مصادر الدخل، والتقليل تدريجيًّا من الاعتماد على إيرادات تصدير الطاقة، ناهيك عن احتياج شباب المملكة وقد قارب عددهم ثلثيِّ عدد السكَّان وآخذًا بالازدياد، وضرورة توفير فرص عمل تؤمِّن لهم وللأجيال القادمة فرص العيش الكريم، واليابان دولة رائدة في استثمار الموارد البشريّة وتأهيلها في اكتساب مهارات تقنيَّة، وهو ما تحتاج إليه المملكة لتلبية استثمار طاقاتها البشريَّة لرفد مواردها من تصدير البترول، ومن حسن الطالع، أنَّ أعدادًا لا يستهان بها من الشباب السعودي قد تلقوا تعليمهم العالي في الجامعات اليابانيَّة، وتدريبات في كبريات الشركات والمؤسسات الصناعيَّة والماليَّة في اليابان، وآخرون ما يزالون على مقاعد الدراسة في جامعاتها. ولا ريب أنَّ هذا سيكون له مردود إيجابيٌّ في المستقبل القريب إن شاء الله، ما دام هناك تصميم وإرادة وعزيمة، تؤازرها قيادة تسعى جاهدة لوضع بلدها في مكان لائق بين الأمم، عملًا بقوله تعالى: «وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُوْلَهُ وَالمُؤْمِنُوْنَ».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store