Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

وطني أولاً.. شعار للعرب

A A
* العلاقات السعودية الأمريكية نالت نصيباً كبيراً من النقد من عدد من أشقائنا العرب كما من بعض أبناء جلدتنا من القوميين العرب الذين يرون في تطورها وازدهارها نوعاً من البعد عن شعارات القومية العربية في أمة واحدة وهي شعارات أثبتت أحداث التاريخ زيفها وعدم واقعيتها بل إن عدداً من القوميين العرب العتاة مثل الدكتور أحمد الربعي قالوا صراحة بأن الشعارات التي ألهبتهم إبان الخمسينيات والستينيات من القرن الميلادي الماضي كانت خادعة وثبت فشلها بمرور الأيام.

ولكن والزمن أبان الكثير من الخفايا والقضايا المعتمة فإنه يستدعي وبقوة مصارحة العرب لبعضهم البعض في أن تكون مصالح أوطانهم في أولوية اهتماماتهم ثم المجاورة ثم الإقليمية فالقومية ،عسى أن يعتدل حال الأمة وتشهد أوطان العرب بدايات صادقة ومخلصة وحقيقية لمواجهة الجهل والفقر وانعدام الأمان.

ومن هذا المبدأ فإن توجُّه المملكة العربية السعودية إلى توثيق علاقاتها على كل المستويات مع الولايات المتحدة الأمريكية تحكمه أولاً وقبل كل شيء مصالحها الوطنية، وحين تتعرض المملكة إلى حملة شعواء وخطر إيراني حقيقي وحين ترى تمدداً فارسياً مخيفاً في مناطق الجوار بما يهدد أمنها الوطني فلها كل الحق أن تضع يدها في أيدي الذين يشاركونها هَمَّ إيقاف كل ذلك الخطر، وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهي تعلن صراحة وقوفها بكل قوتها السياسية والعسكرية والتأثيرية ضد التمدد الفارسي، فطبيعي الوثوقُ بها ومدُّ اليد إليها لأنها حليف قوي ومؤثِّر في كل المحافل.

أما أن يأتي أحدهم ولمجرد شعارات واهية وينتقد الخطوات السعودية فذاك شأنه هو لذاته ولا يجب أن يعنينا لا من قريب ولا من بعيد.

والمصارحة الصادقة تبين أن المملكة وطوال تاريخها ورغم مبادراتها وجهودها ومواقفها الداعمة على كل المستويات، السياسية، والاقتصادية، والعسكرية والإنسانية للقضايا العربية لم تحظَ بدعم شبيه، ولعل في احتلال العراق للكويت وفي انقلاب الحوثيين والمخلوع صالح خير مثال. فحين مُحيتْ دولة عربية من الخارطة واقتربت القوات العراقية من الحدود السعودية لم يهُبْ العرب لنصرة الحق خاصة القوميين العرب بل إنهم ناصروا الظلم ،وهو ما يعرِّي ادعاءهم ،فكيف يكون طريق القدس جنوباً من العراق وكيف يكون عبر عاصمة دولة عربية؟!

كذلك الحال في اليمن، والعرب وقوميوهم يرون الخطر الإيراني في كامل صورته يهدد الأراضي السعودية ويحيط بها من أكثر من مكان لم يقفوا مع الحق بل إن عدداً منهم وإعجاباً بالدعاية الفارسية يلومون الموقف السعودي ويشككون في سعي المملكة إيقاف ذلك الخطر.

الزيارة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان هي جوهرية وتصب في مصلحتنا الوطنية أولاً وأقولها بكل صوت عالٍ: نحن أحرار في حماية مصالحنا قبل النظر إلى الغير ولنا كامل الحق في توثيق ذلك وضمانه مع حلفاء أقوياء كما الولايات المتحدة الأمريكية وكما اتضح في مواقف إدارتها الجديدة بعد خيبة أمل مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وليغضب من يغضب، وليرضَ من يرضى، فوطني أولاً، وهو شعار لو يلتزم به العرب خير لهم من الشتات والشعارات الزائفة والمزايدات التي لا معنى لها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store