Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

حتى لا نُفجع في جنودنا البواسل!

ملح وسكر

A A
الأسبوع الماضي قُتل رجلُ الأمن جندي أول فهد قاعد الرويلي -رحمه الله- إثر إطلاق النار عليه من عناصر إرهابيَّة، في مدينة القطيف بالمنطقة الشرقيَّة من البلاد. وعقب حادثة القتل تمَّ الاستيلاء على سيَّارة طبيب تحت تهديد السلاح (كانت تقلُّ زوجةَ الطبيب في مواقف مستشفى القطيف المركزي)؛ لكي يهربوا بها.

وعُثر في داخل سيَّارة (برادو)، التي استخدمها الجناةُ عند قتل فهد الرويلي على (قنابل مولوتوف)، وهي سيَّارة مسروقة من مدينة الدمام منذ 11 شهرًا مضت.

ما العبرة من كلِّ هذه العمليَّات الإجراميَّة الإرهابيَّة المتتابعة؟ لماذا تتصاعد وتيرتها؟ ولماذا ترتفع حدَّة الجرأة لدى هؤلاء الخوارج المعتدين والقتلة الفاسقين؟ هو بالتأكيد ليس مجرد عبث صبياني، أو بطولات زائفة! وإنَّما هو تخطيط ماكر، ودعم خارجي حاقد لا يُستهان به. هؤلاء باعوا الوطن لأعدائه، لهم قلوب لا تفقه، وأعين لا تبصر، وآذان لا تسمع، هم كالأنعام مبرمجون، يُنفِّذون ما أُمروا به بلا تفكير، ولا روية، ولا حساب للعواقب؛ حتى بلغة الأرقام والمنافع والأرباح والخسائر.

حتمًا لن تجدي مع هؤلاء لغة العقل، وموائد الحوار! وحتمًا تدرك الجهات الأمنيَّة والسياسيَّة أنَّه لابدَّ من تطوير آليَّات التعامل مع هؤلاء؛ حفاظًا على أرواح جنود الوطن، وتحقيقًا لسلم المجتمع، ونشرًا لأمن البلاد وأمانها.

ومن جملة التطوير وآليَّاته الارتقاء بتدريب الذين هم على خطوط التماس مباشرةً مع المشبوهين أينما كانوا، فلا يحسنون بهم الظن، ولا يطمئنون إلى عدم جرأتهم على رفع السلاح والتصويب في مقتل، فالواجب أن لا يُؤخذوا على غرَّة، وألاَّ يقعوا في الفخ بسهولة. لابدَّ من إعادة كتابة تعليمات الاشتباك، وفض الاشتباك مع بؤر الجرائم الإرهابيَّة؛ لتكون مختلفة عن السائدة والتقليديَّة! الهدف الأسمى من ذلك هو ألاَّ نُفجع في مزيدٍ من جنودنا الأبرياء، إذ يُقتلون غدرًا وغيلةً، وهم يؤدُّون واجبهم الذي يقتضي الحفاظ على أمن المجتمع، وسلامة البلاد والعباد.

اللهمَّ احفظ جنودنا البواسل في كلِّ بقعةٍ من أرض الحرمين، من شرقها الخليجي، إلى بحرها الأحمر، ومن جنوبنا الباسل الصامد، إلى شمالنا الجميل الوادع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store