Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جوع الفقراء في رقاب الأثرياء

No Image

A A
في بداية المرحلة القادمة لدولتنا الحبيبة، التي تسعى فيها حكومتنا الرشيدة، أيدها الله، للخروج من الأزمة الاقتصادية بأقل الأضرار مع محاولة نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك، سواء ما كان على مستوى الإدارات وهو ما تسميه الرؤية ترشيد المصروفات العامة أو ما كان منها يعنى بترشيد الاستهلاك الفردي وجميع الطريقتين، إن فعلت بالشكل الموضح آتت ثمارها.

في هذه المرحلة يتطلع كل فرد إلى مصروفاته ويبحث عن المجالات التي يمكن أن يبدأ بالترشيد من خلالها وكيف ستبدأ عملية الترشيد وإلى أين ستنتهي؟

كل هذه الجزئيات محل اهتمام ومتابعة من المسؤولين والأفراد كل منهم يتابع فيما يعنيه، فالموجه والمرشد يبحث عن أساليب الإرشاد والفرد يبحث عن تطبيق ما يسمعه ويتوجه إليه.. وفي هذه الأثناء تطالعنا الصحف بمواطن يتباهى بما أنعم الله به عليه ويستقبل شاعرا ويقيم له مأدبة ذبح فيها 30 بعيرا و40 خروفا ويقدم وجبة الوليمة في 1100 صحن.. يا لها من كارثة.. ويا لها من مصيبة.. يذكرني بقصة قارون، الذي كان يملك خزائن مفاتيحها يعجز عن حملها الرجال أصحاب القوة، ومع ذلك لم تعجز الله تعالى.

كيف يقيم هذا الرجل كل هذه المأكولات لاستقبال رجل واحد.. أنسي أنه وما يملك بين إصبعين من أصابع الرحمن.. أنسي أنه يتلذذ بما هو سبب حسرة وألم في قلوب الكثير من الفقراء.

أراد أن يحظى بمحبة الشاعر وربما كافأه ببيت أو بيتين أو قصيدة وعرض نفسه للخطر الشديد مما سيدخله في قلوب الكثير من غبن وحنق وما سيعرض نفسه له من عقوبة من الله عز وجل.. هل كان رضى الشاعر مقدم على كل تلك التوابع لما تباهى به وقدمه.. بل ربما يجني على المجتمع كافة بسبب تصرفه غير المسؤول.. فربما يكون ما يقدمه من سرف هو السبب في رفع النعمة عن الأمة.. يجب على صاحب التصرف غير الموفق أن يستغفر الله ويعتذر لكل من شاهد أو سمع أو علم ويشكر الله على ما أنعم به عليه ويؤدي شكر نعمته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store