Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مشاتل جدة.. ومياه الصرف

No Image

A A
تعودت أن آخذ أبنائي في نهاية الأسبوع هربًا من زحام الكورنيش، الذي أصبح لا يطاق بعد إقفال الجزء الأكبر منه في مراحل إعادة التطوير، الذي تقوم به أمانة جدة للواجهة البحرية، سابقًا كانت الغابة الشرقية المقصد للنزهات البرية، وكانت وجهة الآلاف من سكان جدة.. بعد تجفيف بحيرة الأربعين جفت تلك الأشجار، التي كلفت الأمانة مئات الملايين ولم يبق منها إلا ما لا يذكر، وفي أثناء نزهتنا البرية هذا الأسبوع طلب مني الأولاد أخذهم لتلك المشاتل لاكتسابها اللون الأخضر، اعتقادًا منهم بأنها قد تكون الغابة، التي لم تعد كذلك، ثم توجهنا في أرجاء تلك المشاتل، التي يكسوها اللون الأخضر بجمال أشجارها وشجيراتها، ولكن تلك الروائح والتجمعات لمياه الصرف لم تكمل فرحتهم لإكمال النزهة.. تجمعات المياه بشكل مرعب وانتشار البعوض بكثافة هما بيئة مناسبة لتلك الأمراض الخطيرة، واعتماد تلك المشاتل في ريها على مياه الصرف الصحي دون وجود محطات المعالجة قد يقودنا إلى كارثة بيئية صحية.
فبحيرة الأربعين تعالت أصوات بعض الخبراء إعلاميًا لإبراز ما تشكله من خطر مباشر يهدد حياة السكان، في تلك الحقبة من الزمن لم نلمس استجابة أو استنفار المسؤولين حتى في وقت متأخر جدًا، وفي اللحظات الأخيرة من قرب انهيار السدود، ولكن الوضع مختلف قليلا، الخطر الذي نلمسه في هذه الحالة مختلف جدًا وصعوبة إثبات الظواهر قد تحتاج إلى خبراء وأطباء، وهو ما يحتاج إلى المزيد من المخاطبات بين الإدارات الحكومية والبحث مطولًا في تفاصيل تنفيذ ذلك والمزيد من تقاذف الجهات للمسؤولية في محاولة تحميل بعضها مسؤولية القيام بذلك.. إن المطلوب مزيد من الجهود لأمانة جدة لإعادة تنظيم التراخيص لتلك المشاتل خارج المدينة وإشراف وزارة الزراعة وتشريع فرض لمحطات المعالجة واعتماد مصدر لمياه الصرف المعالجة من مصلحة المياه وفرض العقوبات للمخالفين قد تجنبنا الكثيرمن المشكلات مستقبلًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store