Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
البتول الهاشمية

أنا متفائلة

صهيل

A A
القمَّةُ العربيَّةُ في أخفضِ نقطةٍ على سطح الأرض..

مَن يدري؟

لربما تكونُ نقطةَ الانطلاق نحو الأعلى!

*****

تصدَّر موقعَ الـ»بي بي سي» استفتاءٌ، يُطالب فيه متابعيه بالإجابة عن السؤال:

هل ستُلبِّي القمَّة العربيَّة طموحات الشارع العربي؟

بصراحة...

ورغم المآسي التي تجتاح وطننا -من أقصاه إلى أدناه-

لم أستطع منع نفسي من الضحك..

عن أيَّة طموحات يتحدَّث هؤلاء؟

هل يعتقدُون أنَّ الشارع العربي يحلم بالوحدة العربيَّة،

أو دحر إسرائيل واسترجاع القدس مثلاً؟!

أو أنَّه يُفكِّر في إطلاق قمر صناعي نحو الفضاء،

أو مركبة فضائيَّة إلى المريخ؟!

أبدًا يا سادة..

المواطن السوري اليوم

يحلم بمركبٍ صغيرٍ يفرُّ به مع عائلته عبر البحر؛

ليهرب من جحيم الحرب، إلى مخيَّمات اللجوء!

في العراق.. يحلمُون بتوقُّف قصف طائرات التحالف لمنازلهم وهم نيام!

وفي ليبيا.. يطلب الأبُ فقط أنْ يعودَ ابنه من المدرسة

دون أن تغتاله طلقةُ قنَّاص طائشة!

في فلسطين.. يريدُون حليبَ الأطفال

وفي اليمن.. هَلُمَّ جرَّا..

الصوماليون فقط، يبحثون عن سرير في مشفى..

أجل.. أصبح الفرارُ من الموت هو الحلم المستحيل للمواطن العربي.

*****

ولكن ماذا بعد؟

تعالوا ننظر للقضيَّة من جهةٍ أخرى

ماذا بوسع القمَّة العربيَّة -اليوم- أن تُقدِّم؟

أو بصيغة أخرى: ماذا بوسع الحكَّام العرب أن يفعلوه؟

وكلنا يعرف أن قوَّة الحُكَّام في شعوبهم، وليس العكس.

ومن يُحمِّل الحكَّام مسؤوليَّة ضياع الشعوب

فليُخبرنا ماذا حلَّ بتونس بعد «زينها»؟

وماذا فعلت ليبيا بعد «قذَّافها»؟

وما هو حال اليمن بعد «طالحها»؟

وكيف هي العراق بعد «صدَّامها»؟ و....

هذه الشعوب التي تقضي وقتها كلّه في التناحر والتباغض، وتأجيج الكراهية، والعنصريَّة البغيضة فيما بينها..

تريد في النهاية من الحُكَّام أنْ يُعيدوا لها مجدها الذي أضاعوه هم بالأصل!

لنعترف -وبالفم الملآن- أنَّنا نحصدُ ما تُقدِّمه أيدينا!

وإنَّه ليس بمقدورنا الآن أنْ نُقدِّم أيَّ شيءٍ -على الأقل- حتَّى إشعار آخر!

ألمْ تقلْ العربُ قديمًا:

رحمَ اللهُ امرأً عرفَ حدَّه فوقفَ عندَهُ!

*****

ورغم كل هذا أنا متفائلة

هل تعرفون لماذا؟

لأنّنا -نحن العرب- وصلنا إلى نقطة تقعُ في أسفل القاع،

ولم يعد بوسعنا إلاَّ النهوض!

*****

وبما أنّي أحبُّ التكهنات؛ ولأنَّها عادة نسائيَّة بامتياز..

لا أدري لماذا أشكُّ أنَّ المرحلةَ المقبلةَ ستكون

تحضيرًا للشعوب العربية للتطبيع مع إسرائيل!!

*****

«تحت الهوى»

أيُّها الشعبُ العربيّ

دعك منهم، وراهن على جذورك

أنت الباقي، وهم... الميِّتون!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store