Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سمر الحيسوني

المرأة وبرامج الدعم العاطفي والاجتماعي

A A
أثارت قضايا الأحوال الشخصية الكثير من الجدل بسبب تزايد أعداد الدعاوى المقامة من قِبَل النساء ضد أزواجهن سواءً لطلب الطلاق أو الحضانة أو النفقة. وهذه المشاكل التي تصل بالسيدات في نهاية المطاف لطرق أبواب المحاكم للمطالبة بحقوقهن غالباً ما يكون سببها ما يواجهنه من انعدام الاستقرار النفسي والأسري والعاطفي، مما يجعل البعض تبدأ باتخاذ القرار لرفع دعوى وهي غير واثقة تمام الثقة من تمكنها من مواصلتها حتى النهاية، لأنها غير مدركة تماماً لما سوف يترتب على هذا القرار وما له من آثار جانبية وأبعاد اجتماعية ونفسية تلحق بالأسرة. لذلك، الكثيرات يتخبطن أثناء مراحل سير الدعوى ويفقدن ثقتهن بأنفسهن وبقراراتهن التي قد اتخذنها سابقاً. ومع ذلك، الأغلبية منهن تمنعهن عزة أنفسهن من الرجوع عن هذا الفعل، وقد يصل هذا الشعور للقاضي ناظر دعواهن؛ مما يؤدي لإطالة فترة التقاضي نظراً لتضارب أقوالهن وأفعالهن الذي قد ينتج عنه نتائج لا تُحمد عقباها!

ولتدارك هذه الإشكاليات وتعزيز ثقة المرأة في نفسها وتشجيعها على المطالبة بحقوقها ومواجهة تثبيط عزيمتها بإمكانية إحداث تغييرات جذرية لحياتها بالشكل الأفضل بما يُحافظ في ذات الآن على تماسك أسرتها ومنعها من التشتت، ينبغي لها الخضوع لبرامج الدعم العاطفي والاجتماعي قبل الإقدام على رفع دعاوى وخاصةً دعاوى الأحوال الشخصية. فهذه النوعية من البرامج مهمة جداً لأنّها تهدف لتعليم النساء كيفية التحكّم في مشاعرهن وتساعدهن على اتخاذ القرارات الأنسب لهن؛ فقد تُغيّر مسار حياتهن كاملاً وتحل الكثير من المعضلات التي كانت سبباً رئيساً لعزمهن على التقاضي.

فالسيدات بحاجة ماسة لمعرفة حقوقهن الشرعية والوعي القانوني والأسري والاجتماعي والعاطفي، فكل جزء مُكمّل للآخر ويُساهم جميعه في إنشاء أُسر متماسكة تُعِد أجيالاً واعية وطموحة نظراً لنضج المربي الأساسي لها. بالإضافة لذلك، قد يختصر الأمر الكثير من الوقت والجهد الذي سوف يُبذل في إقامة الدعاوى. فهذه البرامج الأسرية تقدّم حلولاً انتقائية تُساعد في تغيير أسلوب وطريقة معاملة أفراد الأسرة كاملة لبعضهم البعض لكونها تُقدًّم على أيدي متخصصين ومتخصصات بهذا المجال.

أخيراً، تسليط الضوء على هذا النوع من البرامج ينصب جميعه في مصلحة الأسرة، فأعداد دعاوى الأحوال الشخصية المتدفقة للمحاكم في تزايد مستمر! .

للتوعية الأسرية السليمة أبعاد اجتماعية عدة ينعكس أثرها على النحو الذي يُساهم في إعمار البيوت ومنع تفكيكها وترك باب القضاء آخر الأبواب التي تُطرق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store