مررت صدفة أثناء إبحاري في عالم الإنترنت على قصيدة باللغة الإنجليزية بعنوان « الحب،هل يجعلك قوياً أم ضعيفاً »،تقول بعض كلماتها :
الحب، كلمة يرددها الكل، فما الذي يفعله بنا الحب؟
الحب يجعلك تحلق عالياً، لكنه يدمرك بسقوطه
الحب يجعلك قوياً، ويجعلك ضعيفاً في الوقت ذاته
الحب بقوة يؤذي شعورك، وشعورك بدون حب لا قيمة له .
هذه الأبيات ( المترجمة)، يضاف إليها كل ما كُتِب عن الحب من أشعار ونثر وروايات وتحليلات نفسية وعلمية لم يقدم لنا أي منها إجابة شافية على سؤال : هل يجعلنا الحب أقوياء أم ضعفاء، سعداء أم تعساء؟ سؤال لا أعتقد أن أحداً بإمكانه تقديم إجابة قاطعة وواحدة عليه .
فإذا كان الحب يجعلنا أقوياء، فلماذا إذاً يصاب العشاق بالأرق والسهاد والنحول والاكتئاب؟ ولماذا يجعل الحب أشد الناس بأساً وقسوة يجثو على ركبتيه بانكسار وذل إرضاء لمحبوبته وسعياً لنيل ودها؟
ولمن يرى أن الحب يجعلنا ضعفاء، عليه أن ينظر إلى ما تحفل به قصص المحبين قديمها وحديثها من تضحيات وبطولات كان وقودها الحب الصادق الذي جعل أصحابها رجالاً ونساء يقفون بثبات وقوة أمام أصناف الصعاب والجبروت والمخاطر ليصلوا إلى كنف محبيهم .
في اعتقادي أن أسهل تفسير يمكن قوله عن الحب هو أنه مزيج من المشاعر والمتناقضات التي تجعل من الصعب حتى على صاحبه نفسه وصفه بدقة، وتجعل من الصعب على الغير تفسيره وتحليله . فالحب يجعل أقوى الناس ضعيفاً ويجعل أضعف الناس قوياً، الحب يجعلك قوياً أمام العالم بأسره لكنه يجعلك ضعيفاً كل الضعف أمام من تحب . ويمكن القول إنه كلما زاد حبك زاد ضعفك، كما يمكن القول أيضاً إنه كلما زاد حبك زادت قوتك، بكل ما يتبع ذلك من سعادة وشقاء وألم وصفاء .
ورغم اختلاف الدراسات والنظريات حول مصدر الحب، هل هو العقل أو القلب أو الجينات والهرمونات، فإن الأخصائية Ellen McGrath من مجلة Psychology-Today ترى أن الحب في النهاية هو مهارة يمكن تعلمها بشكل يجعله مصدر قوة لنا ويحمينا من آلامه ويحقق لنا به السعادة المنشودة مع من نحب، وقدمت لذلك النصائح التالية :
- يجب إدراك أن النزوة ليست حباً، بل هي شعور مؤقت يمنحك إحساساً خادعاً بالحب لا يدوم طويلاً .
- تمهل كثيراً وامنح عقلك فرصة للتفكير .. نعم هذا ممكن .
-خَفِّض سقف توقعاتك ممن تحب وفكِّر في واقعه وليس نفسك فقط .
- طوِّر مهارات تواصلك مع الآخرين وخاصة من تحب .
- تجنب محاولة تطويع الطرف الآخر ليصبح صورة طبق الأصل منك، فلكل إنسان شخصيته وطباعه .
- فشل العلاقة ليس نهاية الحياة، حول ذلك لبداية جديدة أكثر نضوجاً وأملاً .
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
