Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

لا يقرأه إلا الكبار

A A
«ليس بإمكان الوزارة دعوة كل الأدباء والمثقفِين، لكنَّ الحرص كان منصبًّا على دعوة الكبار منهم..». الجملة السابقة جزء من رد المتحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام الأستاذ هاني الغفيلي على تساؤل الأستاذ علي فايع في تقريره -الأربعاء قبل الماضي- بصحيفة عكاظ وشاركتُ فيه عن تجاهلِ الوزارةِ دعوةَ القائمِين على اللجان الثقافية التابعة للأندية الأدبية لمؤتمر الأدباء ومعرض الكتاب. رد المتحدث باسم الوزارة حمل في طياته عبارات تحتاج إلى توضيح؛ لأنها بصيغتها الحالية جعلت مفهوم الرد أقرب للتجاهل والسخرية -وإن لم يقصد ذلك- منه إلى تطييب الخواطر وكشف علة التجاهل. يقول الغفيلي: «لكنَّ الحرص كان منصبًّا على دعوة الكبار..»، وهذا يعني أن المعنيين في الوزارة تعاملوا مع المنتمِين لها في الأندية ولجانها وعموم الأدباء والمثقفين بمعايير مزدوجة؛ فهم مع فئة (حريصون) على دعوتها وعلى حضورها (المتكرر) حتى وإن استنفدت أغراضها وأصبح حضورها لملء ردهات دار الضيافة بجلسات تطول وتطول، في الضفة الأخرى ونتيجةً لهذا (الحرص) الشديد على دعوة الكبار فستكون الفئة الأخرى حتماً في خانة (التهميش)، وهذا ما يوحي به ظاهر عبارات الغفيلي، ويبقى مردُّ المعنى إليه. الأمر الآخر في رد الغفيلي ويحتاج إلى توضيح هو مفردة (الكبار)، ولذا تذهب بنا الاحتمالات بأن المقصود بالكبارِ هم الكبارُ سِنًّا، أو الكبار قَدْرًا، أو الكبار نتاجاً أدبيًّا، وهذا أيضًا يعطي نتيجة حتمية مفادها أن المعنيِّين في الوزارة ينظرون للمثقفِين على أنهم فسطاطان (فسطاط الكبار وفسطاط الصغار) ،وهذا يتنافى وقِيَم الثقافة. تحدثتُ في مداخلتي مع الأستاذ فايع عن اللجان الثقافية، ويبدو أنني أسهبت في الحديث ولم تتسع مساحة التقرير لعرض المداخلة كاملة، ولعلني هنا أعيد شيئاً مما ظهر في التقرير ومما لم يظهر ببعض التصرف. فقد ذكرت أن الحراك الثقافي لبعض اللجان الثقافية التابعة للأندية الأدبية يتاخم الحراك الثقافي لبعض الأندية بشهادة الوزير الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة، ولذا كان ينبغي ألا يُغيَّب القائمون بأمر هذه اللجان عن دعوات الوزارة المتكاثرة؛ كونهم يقومون على تحقيق غايات الوزارة من خلال تلك اللجان، وكونهم أبناء شرعيين للوزارة، وكون أغلبهم أدباء ومثقفين ولهم نتاجاتهم وحضورهم الإعلامي، أما لو اجتهدنا قليلاً لمعرفة مبررات تجاهلِ المعنيِّين في الوزارة دعوةَ القائمين على اللجان الثقافية فأراها لا تتعدى أن يكون المعنيون في الوزارة على غير قناعة بهذه اللجان، أو أن قائمة الأسماء لديهم صامدة -لأمر ما- بوجه التحديث، أو أن للدعوات شروطًا لا تنطبق إلا على الكبار. قد يقول قائل إن دعوة القائمين على اللجان الثقافية هي مسؤولية الأندية التابعة لها، وهذا قد يكون صحيحاً عندما كانت الدعوات الموجهة للأندية وافرة، أما الآن فيبدو أن الوزارة قَلَّصت كثيراً الدعوات الموجهة للأندية، في الوقت نفسه تكاثرت اللجان الثقافية التابعة لها. هنا أرغب من المعنيين بأمر الدعوات الاطلاع على حساب لجنتنا اللجنة الثقافية بالعُرضيات «ثقافية العرضيات» في تويتر وفيس بوك وقوقل -وغيرها من اللجان- لِيدركوا حجم العمل وقيمة المُخرَج، ولِيعلموا أنهم -للأسف- غمطوا حق القائمِين على تلك اللجان حينما تجاهلوا دعوتهم لمؤتمر الأدباء ومعرض الكتاب -والبقية تأتي- وكرروا الدعوات لغيرهم ممن لم يقم على خدمة العمل الثقافي في مؤسساته الرسمية!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store