Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أحمد عبده.. رحلة النصف قرن مع بيوت الطين

No Image

يحكي قصة الفن المعماري لزوار (الأتاريك) بجدة

A A
لا يمكنك أن تمر في بداية مسار فعاليات مهرجان (أتاريك) المقام حاليًا بالمنطقة التاريخية بجدة، دون أن يستوقفك ذلك الرجل المئتزر الفوطة الرمادية، واضعًا على عاتقه منشفة وبيده الشاحوطة أو القدوم وهو يبني أساس البيت المكون من البيت المعروف بـ(فحل الدرج)، يروي لزوار المهرجان قصة الفن المعماري لبيوت جدة ورواشينها العتيقة.

خمسة وخمسون عامًا هي عمر الرحلة التي قضاها العم أحمد عبده ذو الخمسة والستين عامًا بين البيوت الطينية بجدة، بدأها وهو في عمر العاشرة، حين استهوته مهنة والده وجده وهما يقومان بإنشاء البيوت، فقرر ترك مقاعد الدراسة عند الرابعة الابتدائية، والتفرغ لمساعدتهما ليقرب لهما أدوات البناء، متأملا في أثر أعمالهما لتبقى شاهدة بعد رحيلهما، وها هو اليوم يصبح مشرفا لكثير من البناءين المتخصصين في البيوت الطينية، ولعمليات الترميم التي جرت لكثير من بيوت جدة التاريخية.

ويحكي العم أحمد قصته بالقول: لم يكن دخولي مهنة البناء محض الصدفة، فقد كنت أرى جدي ووالدي -عليهما رحمة الله - يكدان ويجتهدان في فجر كل يوم، وكنت حينها طفلا أشاهدهما عن قرب، ومع الأيام أصبحت أعي حجم العمل وفي نفس الوقت الأثر الكبير لأعمالهما لتبقى شاهدة بعد رحيلهما ترويها الأيام للأجيال من بعدهما.

ويضيف: «بدأت تعلم المهنة من والدي بعد رحيل جدي، وشيئا فشيئا، تزوجت وعمري (19) عاما، وأكملت مسيرتي مع رحلة البناء الشاقة والممتعة في ذات الوقت، حيث تشعر بالفخر وأنت تساهم في بناء بيوت جدة التاريخية كفن معماري بارز».

وعن أبرز الأدوات المستخدمة في البناء الطيني سابقا يقول العم أحمد: هناك المسحلة والعتلة لقص الحجارة وتكسيرها بالقدوم، وأيضا الشاحوطة وهي قطعة حديدية تزن حوالى كيلوجرام مسنونة من الجانبين ويعمل بها القراري. كما لم تكن هناك سقالات -والحديث للعم أحمد- إنما كنا نستخدم (الرحمانية) وهي قاعدة خشبية تتدلى من السطح بحبال متينة مثبتة في السطح ينزل عليها البنّاء أو الدهان الذي يدهن الواجهات بالنورة التي كانت تأتي من منطقة كيلو 14.

ويقول ابنه محمد - وهو يناول والده قدوما -:» أشعر بالفخر وأنا أتعلم من والدي مهنة البناء والتي ورثها عن أبيه وجده،

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store