Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

الحكم والمال!

A A
يتساءل صديقٌ عمَّا إذا كان رؤساء الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، يبدأون بتدوين مذكَّراتهم من اليوم الأوَّل لدخولهم البيت الأبيض، ومباشرتهم مهامهم؛ لتكون المذكرات جاهزةً للتفاوض مع دور النشر بشأن طباعتها ونشرها فور انتهاء مراسم التَّسليم والاستلام بين الرئيس المغادر وخلفه. حيث مردود المذكَّرات المادِّي مصدر تعويض للرئيس المغادر عن سنوات خدمته، لا يُستهان به، مقدَّم له من القرَّاء، ومحترفي السياسة والدبلوماسيَّة والإعلام، ومن الجامعات والمعاهد والمكتبات الوطنيَّة في بلدان العالم كافَّةً، يفوق مجموع راتبه وتقاعده من خزينة الدولة. فقد ذكرت صحيفة ديلي ميل أنَّ الرئيس أوباما تسلَّم أكثر من عشرين مليون دولار، مقابل نشر مذكَّراته. أيّ أكثر من مليونين وخمسمئة ألف دولار عن كلِّ سنة أمضاها رئيسًا للولايات المتَّحدة الأمريكيَّة.

قد يبدو هذا التعويض النقدي مرتفعًا، غير أنَّه في الواقع لا يمثِّل إلاَّ نسبةً متواضعة من أرباح الشركة الناشرة، لما يتوقَّع للمذكَّرات من رواجٍ كبير، وانتشار في العديد من دول العالم التي تعشق شعوبها القراءة، وسِيَر العظماء خاصَّة من قادة وزعماء وعلماء ومفكِّرين. ولأنَّ السنوات الثماني التي أمضاها الرئيس أوباما في البيت الأببض ثريَّة بالأحداث والتقلُّبات في العلاقات بين معسكري الشرق والغرب؛ ممَّا دفعه للتراجع عن كثير من مسارات الخريطة شرق الأوسطيَّة، وأفقدته ثقة العديد من شعوب المنطقة بقدرته الحفاظ على وعوده! ويتطلَّع الكثيرون من القرَّاء للحصول على نسخة من مذكَّرات الرئيس أوباما، علَّهم يجدون فيها مبررًا لتقُّلب وجهه حيال تحالفاته، فجرفه تسونامي الصهيونيَّة العالميَّة إلى شواطئه، مضحِّيًا بوعود قطعها للعرب وللمسلمين من منبر جامعة القاهرة في الرابع من يونيو عام 2009، جامل فيها وجدان العرب والمسلمين، ودغدغ مشاعرهم.

في تقدير الصديق أنَّ الرئيس أوباما سيجد -من خلال مذكراته- مخرجًا لحفظ ماء وجهه أمام الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة في عزوه التقصير على أهل السنُّة والجماعةً في توحيد كلمتهم، والوقوف صفًّا واحدًا في وجه المنظَّمات الإرهابيَّة، التي يدَّعي أمراؤها انتماءهم لأهل السنَّة والجماعة، فتحوَّل إلى ملالي إيران اعتقادًا منه أنَّ دولة الفقيه هي الأقدر على التعاون معه في تطبيق حلِّ الدولتين! فلديه في واشنطن لوبي فارسي صهيوني، غالبيَّة أعضائه من الإيرانيِّين معتنقى الدِّيانة اليهوديَّة، ولهم ثقلهم في عالم المال والإعلام. وهو ما نفتقده نحن أهل السنَّة والجماعة من حيث التأثير في مجلسي أهل الحل والعقد في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store