المبتعثون غاضبون يا سعادة الملحق.. عاتبون يا معالي الوزير

* الهدف من وجود الملحقيات الثقافية في أي بلد - بحسب أنظمة وزارة التعليم العالي - هو تسهيل أمور المبتعثين، وتقديم العون والمساعدة لهم، وتذليل الصعاب التي تواجههم في رحلتهم العلمية والتعليمية. لكن يبدو أن الذي يحدث في الملحقية السعودية ببريطانيا عكس الهدف المنشود وخارج نطاق الأنظمة والتنظيمات الوزارية والإدارية.* يقول المبتعثون السعوديون في بريطانيا إنهم فوجئوا بقرار وصفوه بالتعسفي والارتجالي، يحرم 20 ألف طالب ودبلوماسي من مواصلة أبنائهم الدراسة في محاضن تربوية دعمتها الدولة على مدى ثلاثين عاماً حتى أصبحت منارات للعلم والقيم، وتقدم صوراً مشرقة عن المملكة ودورها الريادي في نشر الوسطية والدين. بل هي في نظرهم مظلة آمنة تضمن التمسك بثوابت الدين واللغة، وتكرس مفهوم الوطنية والانتماء لدى الناشئة.* الآباء المتضررون يطالبون بمبررات منطقية، ويشككون في مشروعية اللجنة التي أوصت بالقرار، ويرون أن ما حدث يخالف قرار مجلس الوزراء الصادر في 25/12/1418هـ الخاص بتنظيم المدارس السعودية في الخارج، وينافي أهداف المادة الأولى في قرار المجلس المشار إليه، وأهمها توفير فرصة التعليم لأبناء الموفدين والمبتعثين وحمايتهم من التأثر بما لا يتفق مع غايات التعليم في المملكة.* سلبيات القرار- كما يقول المبتعثون - كثيرة لأنه غير مدروس ويهدف إلى تحقيق أغراض وتوجهات خاصة، وعلاج أخطاء لا ذنب لهم فيها وكان يمكن علاجها بالطرق الإدارية الحكيمة دون تعريض أبنائهم للضياع وفقدان المستقبل، لا سيما أنهم لم يُبلَّغوا به إلاَّ بعد بدء الدراسة بشهر كامل، ولم يعد أمام أبنائهم فرصة للالتحاق بأي مدارس عربية وحتى بريطانية في الوقت الراهن.* المبتعثون غاضبون من القرار، ويرون أنه يهدد مستقبل أبنائهم، وأنه مخالف للأنظمة، ويرون أن سعادة الملحق لا يستجيب لمطالبهم ولم تتم مشاورتهم. كما أن وزارة التعليم العالي حتى الآن لم تتجاوب مع شكاواهم وصرخاتهم رغم قيامهم بإيصالها عبر جميع القنوات الرسمية الإعلامية والشعبية.* من وجهة نظري أن الموضوع يحتاج إلى تدخل عاجل من معالي وزير التعليم العالي، وإيضاح كامل من مقام الوزارة، لأنه يهدد مصير عشرة آلاف طالب وطالبة من أبناء المبتعثين. ومن حق الآباء أن يعتبوا على الوزارة طالما أنها حتى الآن لم تتدخل لإنقاذهم وإيجاد بدائل مناسبة لفلذات أكبادهم. كما أعتقد أن الوزارة معنية بمحاسبة متخذي القرار وتأخير إبلاغه، ومن حقهم أن تتوجه لجنة عاجلة من الوزارة للالتقاء بالمبتعثين وبحث مشكلاتهم ومعاناتهم مع الملحقية، وإيجاد الحلول المناسبة لهم قبل أن يتفاقم الوضع، ويكثر الضحايا فما يحدث في ملحقية بريطانيا يدعو لللتساؤل.. لماذا في بريطانيا فقط وفي أكثر من مرة دون غيرها من الدول؟!