Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عائض الردادي

إحلال اللغة الأجنبية في المؤتمرات والمعارض

A A
كتب د. عبدالعزيز الثنيان تغريدة تكاد تئن حروفها ألماً عن مزاحمة اللغة الإنجليزية للغة العربية في مدخل مركز معارض جدة، مشيراً إلى أنها كادت أن تأخذ مكان العربية في مدخل المركز، وقد علّقتُ على التغريدة «الأعجب أن روّاد المعرض عرب، لكنه زمن ضياع الهوية»، فكان جوابه الصاعق «يلزم زوار المعارض أن يسجلوا في الاستقبال لطبع بطاقات تعريف بهم باللغة الإنجليزية، طلبتُ بالعربية فأبت أجهزتهم» ومما علّق به الأستاذ خالد السليمان «مؤسف أن تُهزم العربية في أرضها».

هذه صورة عن واقع التعامل مع اللغة العربية وصورة أخرى إيجابية في الأسبوع نفسه في الرياض، حيث أقيم احتفال جائزة الملك فيصل العالمية لمن فازوا بها، ومنها جائزة للغة العربية، وقد فاز هذا العام مجمع اللغة العربية في الأردن نظير جهوده في خدمة اللغة العربية، وقبل حوالي ثلاث سنوات فاز بها مجمع اللغة العربية في القاهرة، إضافة إلى فوز علماء بها على مدى 39 عاماً، وشتان بين من يمنح جائزة عالمية على خدمة اللغة العربية ومن يوغل في إبعاد اللغة حتى وصل إلى أن تكون لوحة مدخل المعرض وبطاقة المشارك بلغة أجنبية قد لا يعرفها حارس المعرض وكثير من المشاركين فيه، وما هو داعي أن تكتب عبارة «مرحباً بكم» بلغة أجنبية، وهو مماثل لما حدث في قاعة الفرسان في مطار المدينة المنورة حيث سميت بهذا الاسم ولكن بما يقابله بالإنجليزية.

أثناء احتفال جائزة الملك فيصل دار حوار بيني وبين أحد الضيوف الفضلاء عن اللغة العربية بعد منحها لمجمع اللغة العربية في الأردن فكان مما قال عن ضعفها: إنه بسبب ضعف تعليمها في المدارس فأجبته: نعم يوجد شيء من هذا وبخاصة في السنوات الأخيرة لكن الأهم منه الهزيمة الحضارية بحيث صار العربي يفخر بلغة أجنبية ويستحي من لغته العربية، ورأسُ ذلك أنه لا يوجد بلد في العالم يدرّس العلوم بغير لغته إلا العرب مع أن بعض دول أوروبا تُعَدّ شعوبها بالآلاف والعرب بالملايين.

بعض العرب (والتجار منهم) يظنون أن هدم اللغة الأم وإحلال لغة أجنبية مكانها تقدّم، وأن رواج التجارة يكون باللغة الإنجليزية بل يعلنون إعلانات بلغات أجنبية أو يكتبون اسم المحل التجاري بها والجمهور في أغلبه لا يعرف حروف تلك اللغة، إنه زمن ضياع الهوية بإضاعة جانب سيادي هو اللغة الأم.

وأخيراً شتّان بين من يتحدث لغة أجنبية مع من يجيدها في الوقت المناسب ومن يتحدث افتخاراً أو هزيمة فتعلُّم لغة أجنبية والتحدث بها لا يغني إلغاء لغة الشعوب، وفي العالم المتقدم شرقاً وغرباً برهان على ذلك، ولو كانت اللغة الأجنبية تقدم شعباً لتقدمت دول المغرب العربي التي استخدمتها منذ عشرات السنين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store