العاني يطالب بالاعتراف الرسمي للمسرح.. والسماعيل ينكر وجوده

تباينت آراء النقاد المسرحيين حول «أزمة المسرح السعودي»، ما إذا كانت أزمة نص أم أزمة مؤلف. جاء ذلك في أولى ندوات فعاليات ليالي المسرح التي انطلقت يوم الأول من أمس وينظمها مركز الملك فهد الثقافي بالرياض ضمن برنامج المركز الثقافي، حيث جاءت الندوة بعنوان «النص المسرحي.. أزمة تأليف أم أزمة مؤلف»، فيما تناولت الجلسة الثانية «تجارب المخرجين العرب في المسرح السعودي».

وبدا الخلاف واضحا بين متحدثي الجلسة الأولى الكاتب المسرحي والمدير عام لجمعية الثقافة والفنون سابقا عبدالعزيز السماعيل والكاتب والمخرج المسرحي فهد ردة الحارثي، حيث يرى الأول وجود أزمة حقيقية في التأليف بينما يرى الثاني أن الأزمة غير موجودة وأن الحقيقة تكمن في وجود أزمة دعم وعدم توفر مكان، مستدلا بالمشاركات والنجاحات الخارجية للمؤلفين السعوديين وكذلك النصوص التي يتم تأليفها.

وبرر السماعيل وجهة نظره بأنها عائدة لغياب المرأة الواضح عن النص المسرحي واستخدام الرمزية لها وأن ذلك أمر لا يستطيع المؤلف تجاوزه، قائلاً: «غياب العنصر النسائي على خشبة المسرح قد حدد إطار الكتابة وحجم أفقها إلى حدود ضيقة جدا لطرح أية قضية اجتماعية هامة ومؤثرة في حياة المجتمع، بحيث يتماهى غياب المرأة الفاعلة في المجتمع مع غيابها على خشبة المسرح تماما»،

مضيفا:»إن أزمة غياب المرأة على خشبة المسرح هي أزمة في الكتابة عن الحياة بصورتها وبحجمها الطبيعي كما يجب أن يكون المسرح بحجم الحياة تماما متميزا ومختلفا عن كل الفنون».

وفِي الجلسة الثانية تحدث المخرجان سمعان العاني وصبحي يوسف عن تجربتهما الطويلة في المسرح السعودي والمراحل التي عاصراها منذ بداياته وحتى المرحلة الحالية، وقد أوضح خلالها «العاني» أن المسرح لا يحمل اعترافا رسميا وإن كان ينظم من قبل جهات رسمية، مبينا أن مقصده يكمن في عدم وجود وظائف رسمية للمسرحيين سواء في نظام الخدمة المدنية أو نظام التأمينات الاجتماعية.

بعد ذلك تم عرض مسرحية «كورونا» لجامعة الملك فيصل، من تأليف خالد الخميس وإخراج معاذ الخميس، وناقشت قضية الإرهاب التي تنتشر في عالمنا اليوم، ودمجت المسرحية بين الإرهاب ومرض كورونا المعروف والخطير بطريقة كوميدية جميلة.

وكانت فعاليات ليالي المسرح قد انطلقت بحفل تحدث فيه المشرف العام على مركز الملك فهد الثقافي محمد السيد أوضح فيها أن فعاليات ليالي المسرح هي امتداد للخطة الثقافية التي اعتمدت لهذا العام 1438هـ عملاً بتوجيهات وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي لتنفيذ فعاليات ثقافية متنوعة للمجتمع. كما تحدث رئيس جمعية المسرحيين السعوديين سابقا أحمد الهذيل أشاد فيها بالجهود التي يبذلها مركز الملك فهد الثقافي والتي باتت تفوق التوقعات بما يتضمنه برنامجها من نشاطات ثقافية متنوعة معربًا عن أمله باستمرار مثل هذه البرامج.

تلا ذلك عرض لمسرحية «جنون بشر» التي ناقشت بقالب كوميدي مع بعض لمحات الرعب والتشويق مشكلة بخل الأب على أبنائه وولعه الشديد بالمال حتى مرحلة الجنون، إضافة لتفرقته في التعامل مع أبنائه، فيما تحمل المسرحية أيضًا عددًا من المواضيع الاجتماعية كالمبالغة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن الشهرة بأي طريقة.

وفي نهاية فعاليات اليوم الأول تم تكريم طاقم العمل كما تم تكريم رئيس جمعية المسرحيين السعوديين السابق أحمد الهذيل لإسهاماته المتعددة في خدمة المسرح والمسرحيين في المملكة.