Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حمدان الحمدان

نجوم الزمن الجميل والنكران

خط المنتصف

A A
كتبتُ مسبقًا، وقلتُ: كم أبهرونا إبداعًا، وامتعونا فنًّا! كم أنشدناهم طربًا، ورقصنا على أهدافهم؟! نجوم الإنجازات، نجوم شكَّلت أسماؤهم خارطةَ فرحٍ، نجوم الزمن الجميل: ماجد، الثنيان، عبدالجواد، خليفة، شايع، جميل، وأنور.. هذه الأسماء باقة، والقائمةُ تطول.

هؤلاء مَن جعلوا للبسمة في حياتنا طعمًا، مَن جعلونا نتغنَّى باسم وطننا أزمانًا وأزمانًا، هؤلاء أنشودة، بل قصيدة، بل أوبريت نردِّدُه لنفرح ونفخر دومًا برياضتنا وسعوديتنا.

قدموا الكثير والكثير.. فن، امتاع، أخلاق، إنجازات.. وجعلوا زمانهم عنوانًا للإبداع والجمال والإخلاص (الزمن الجميل).

لكن بعد كل ذلك ماذا نالوا؟ ماذا قدَّمنا لهم؟ بماذا كافأناهم؟ هؤلاء النجوم الذين قدَّموا التَّضحيات تلو التَّضحيات، ورفعوا اسم وسمعة بلادهم عاليًا.. هل نالوا ما يستحقُّون من تكريم، ودعم، ورعاية؟ أم أنَّ النهاية كانت باعتزالهم الكرة؟ وذهبوا بعدها إلى سلة النسيان!

ألا يُفترض أنْ تُهيأ لهم بداية جديدة، أو حياة جديدة؟

لا أعتقدُ أنَّه يخفى على أحد وضع ومصير عددٍ كبيرٍ منهم، حيث بات مصير معظمهم التهميش، بل النسيان، فأصبحوا خارج دائرة الرياضة السعوديَّة، بل خارج دائرة الاهتمام الرياضي والمجتمعي، وكثير منهم حاليًّا يبحث عن الكفاف له، ولأسرته.

فهل يستحقُّ مَن ملأ حياتنا فرحًا بالأمس، أن نتناساه ونعزله عن اهتمامنا اليوم؟

هل يستحقُّ مَن حقَّق لنا أوَّل وأغلى وأجمل إنجازاتنا الرياضيَّة أن يكون مقرّه الهامش.. بلا وظيفة.. بلا دخل، ولن أبوح بسرٍّ إذا قلتُ إنَّ بعضهم أصبح يتسوَّل بحثًا عن لقمة عيش!

أجزمُ أنَّ القارئَ العزيزَ يتَّفقُ معي بأنَّ الأنديةَ يجبُ أن يكونَ لها دورٌ في تكريمِ ورعايةِ واحتضانِ هؤلاء النجوم، غير أنَّها -الأندية- لا تتعامل بمنطق الصحِّ، أو المفروض، وإنَّما بمنطق المصلحة! فمَن سيخدمها سترعاه، وبالتالي هؤلاء الطيبون خارج أجندتها!

للأسف هذا هو واقع الحال، فمَن أسعفته الظروف، وأصبح مدرِّبًا، أو محلِّلاً في إحدى القنوات هو الناجي، أمَّا البقيَّةُ فحالهم لا يسرُّ ماديًّا ولا معنويًّا.

بيد أنَّ الأملَ الأكبر معقودٌ على الهيئة العامَّة للرياضة، وكذلك على البنوك، والشركات التجاريَّة، وكذا المؤسَّسات والجمعيَّات الاجتماعيَّة؛ كي تقدِّم ما يجبُ أن يُقدَّم لهؤلاء النجوم، بما يغنيهم، ويعزّهم عن المسألة، وبما يحفظ لهم تاريخهم الذي رسموا به أجمل لوحة للرياضة السعوديَّة، لا أطالبُ هنا بتبرُّعات، أو صدقات لنجوم الزمن الجميل، بل باستحواذ هؤلاء النجوم في مشروعات تجاريَّة ذات صبغة رياضيَّة، أو إعلاميَّة رياضيَّة تعود بالنفع على أنفسهم، وعلى غيرهم.

* همسة:

مباريات الأندية السعوديَّة الأربعة في الجولة الحاليَّة الرابعة هي الأهم لها في مسيرتها الحاليَّة في دوري أبطال آسيا، أمنياتنا بالفوز لها جميعًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store