Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد عمر العامودي

حديث الأربعاء

A A
ليس أقدر من منبر المسجد على توعية الناس، وتقويم السلوك، وتثبيت القيم، ومعالجة آفات المجتمع، وإصلاح حال البشر. ولكن أيّ منبر؟ فلا تزال معظم منابرنا تشغلها الأمور الصغيرة، وهي تكرِّر في كلِّ أسبوع ما سبق أن ردَّدته في الأسابيع والشهور والسنوات الماضية.

وللعدل أقول بعضها -وليس كلها- وهناك أخطار كبرى تهدِّد أمتنا، وأمراض اجتماعيَّة تستوطن مجتمعنا، وأفكار مشبوهة تُصدَّر إلينا، وأعداء يعملون لبثِّ الفرقة بين صفوفنا، قضايا يجب أن نوليها جلَّ اهتمامنا.. نلتفت إليها، ونجنِّد الطاقات لإنقاذ مجتمعنا من أضرارها.

وليس أقدر من منبر المسجد في التصدِّي، والمقاومة، وتحصين المجتمع لو استخدمناه الاستخدام الصحيح، في مواجهة مثلاً، موجة الإلحاد التي أخذت رائحتها تفوح.. جماعات الإرهاب التي تتنامى.. المخدرات المُغيِّبة لعقول الناس، المدمِّرة لحياة البشر.. ظاهرة الطلاق التي تزعزع كيان الأسر.. الكذب المتفشِّي في مجتمعاتنا.. الغش.. الفساد الذي سبَّب في دول عديدة حروبًا أهليَّة، وتدميرًا وإنهاء نظم.. موضوعات كثيرة.. أجزم أنَّها أولى بالطرح من كثير ممَّا يعرض. والمفروض أنْ لا تترك الجهة المسؤولة عن المساجد الأمر لمشيئة الأئمة.. فليس كلهم على مستوى أئمة المسجد الحرام، أو المسجد النبوي، والمساجد التي يعتلي منابرها أئمة مؤهَّلون، وعلى قدرِ المسؤوليَّة.

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store