Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اللُّحمة الوطنية تنتصر على الإرهاب

No Image

في موقع تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية

A A
​اكتسبت الجريمة الإرهابية التي وقعت بمدينة طنطا، التابعة لمحافظة «الغربية» في دلتا مصر، بعدًا عالميًا، لارتفاع أعداد الضحايا، واستهداف منفذها أحد دور العبادة، فضلا عن ما تبعها من جريمة مماثلة وقعت في مدينة الإسكندرية، وفي كنيسة كان بابا المسيحيين الأرثوذكس موجودا داخلها. «المدينة» اخترقت الحواجز، وزارت الميدان في طنطا والإسكندرية؛ لتحقق التفاصيل على الأرض، وتكشف أسرار هذا العمل الإرهابي الجبان، عبر شهادات الناجين، وشهود العيان، كما تكشف حقيقة الانتحاري منفذ الهجوم، الذي أوقع أكثر من 50 قتيلا، و150 مصابا، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة المصرية.

هدوء مشوب بالحزن

عندما وطأت أقدامنا أرض الحي الذي يضم الكنيسة، تأكدنا أن الحياة هي التي تنتصر دائما، إذ عادت الأمور طبيعتها، وساد الهدوء المشوب بالحزن كل الوجوه.

المثير في هذا المكان أن معظم سكانه من المسيحيين، وأنهم جميعا لديهم علاقات قرابة بالضحايا الذي سقطوا في هذه الجريمة الخسيسة.

الحي الذي يضم الكنيسة المستهدفة، يحتوي أيضا عددا من المدارس، بالإضافة إلى معهد أزهري، ومديرية أمن محافظة الغربية، وغيرها من المباني الحكومية وتقع جميعهاعلى بعد أمتار من الكنيسة.

ويقول «مينا شنودة»، شقيق أحد ضحايا الحادث: «رغم حالة الحزن العارم التي تنتاب الجميع هنا، وحتى الأخوة المسلمين، المحيطين بنا، فإن الحياة يجب أن تستمر، ولا يجوز أن نعطي هؤلاء الخونة فرصة، لكي يدمروا حياتنا، ويقضون على دورنا في تماسك مجتمعنا، والحفاظ على نسيجه».

وأضاف : «أكثر من وقف بجواري، وأنا أنهي إجراءات التعرف على جثمان أخي، ودفنه، ثلاثة من الأصدقاء المسلمين».

العناية أنقذت مئات الأطفال

روى عدد من الناجين اللحظات الرهيبة التي مرت بهم أثناء الحادث، وقالت ماري يونان، وتعمل معلمة، لـ»المدينة»، الانفجار وقع في الصفوف الأولى قرب المنصة التي يقف عليها الرهبان، وهو ما يعني أن المتهم كان يستهدفهم في المقام الأول.

وكشفت لـ»المدينة» عن مفاجأة كبيرة، وهي أن احتفال «احد الشعانين» يشارك فيه كل عام، عدد من أطفال الكنيسة، الذين يرتدون أزياء الشمامسة، ويشاركون في تلاوة الصلوات على المنصة إلى جوار الرهبان، مع وجود عدد كبير آخر من هؤلاء الأطفال في الصفوف الأولى بين الجالسين.

وأضافت: «فوجئنا في بداية اليوم، وقبيل التفجير بقليل، برهبان الكنيسة، يعلنون غياب الأطفال عن الاحتفال، وأنهم سيشاركون لكن في كنيسة أخرى، وهو ما أنقذهم من التفجير». وتابعت: «العناية أنقذت هؤلاء الأطفال، ولولاها ، لوقعت مجزرة راح ضحيتها أعداد مئات الأطفال». وأوضحت أنها كانت داخل الكنيسة لحظة التفجير، لكن وجودها في الصفوف الأخيرة أنقذها من الموت، لافتة إلى أن ابنتها التي كانت بصحبتها أثناء الحادث، مصابة بانهيار عصبي شديد.

الأمن الخاص وراء دخول الانتحاري

من جانبه قال ناجٍ آخر، يدعى «أبو رامي»: «كنت على باب الكنيسة، أستعد للدخول، في تمام التاسعة صباحا، قبل أن يفاجئني صوت انفجار رهيب، وقع في الداخل وأصوات الأنين، وصرخات الرعب، تندلع في مكان، فدخلت لأعرف ما جرى، واطمئن على أقاربي، وأصدقائي، وجيراني، خاصة أنني على علم بأن أهل الشارع الذي أقطن فيه بأكمله كانوا موجودين بالداخل، وبالفعل اكتشفت وفاة معظمهم، وإصابة الباقين بإصابات بالغة؛ خاصة أنهم كانوا في الصفوف القريبة من بؤرة الانفجار.

وأضاف: «تسيب الأمن الخاص بالكنيسة، سر وقوع هذا الحادث؛ لأن التشديدات التي كانت تضعها الشرطة حول الكنيسة، تشير إلى أن الانتحاري لم يدخل من الباب الرئيس للكنيسة، وأنه دخل من السور الخلفي، وسط تراخٍ من الأمن الخاص التابع لشركات الحراسة، التي تتعاون معها الكنيسة، للمساعدة في تنظيم هذه الأعياد الكبرى.

منفذ تفجير كنيسة الإسكندرية يدعى محمود مبارك

أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس الأربعاء، عن المتورطين في تنفيذ تفجير كنيستي «المرقسية بالإسكندرية ومارجرجس بالغربية»، مؤكدة أن المدعو محمود حسن مبارك عبدالله منفذ تفجير الكنيسة المرقسية، عامل بإحدى شركات البترول والمطلوب ضبطه وإحضاره في قضية أمن دولة. وقالت الداخلية: إنه تبين ارتباطه بإحدى البؤر الإرهابية التي يتولى مسؤوليتها الهارب عمرو سعد عباس إبراهيم، زوج شقيقة الانتحاري منفذ العملية، الذي اضطلع بتكوين عدة خلايا عنقودية يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية الإرهابية، فضلاً عن قناعة بعضهم بالأسلوب الانتحاري لاستهداف مقومات الدولة ومنشآتها وأجهزتها الأمنية ودور العبادة المسيحية. وأشارت إلى أنه تم فحص وتفريغ كاميرات المراقبة بموقع الحادثين، وجمع التحريات والمعلومات ذات الصلة، وتم تتبع خطوط سير العنصرين الانتحاريين منفذي الحادثين، وأنه يتم ملاحقة العناصر الهاربة على ذمة بعض القضايا الإرهابية مؤخرا لفحص صلتها بالحادثين. وقالت الداخلية المصرية: إن أجهزة الأمن تواصل جهودها لتحديد انتحاري حادث كنيسة مارجرجس بالغربية وملاحقة 19 عنصرا من العناصر الهاربة من البؤرة الإرهابية.

وأعلنت وزارة الداخلية عن مكافأة مالية قدرها 100 ألف جنيه لمن يتقدم بمعلومات تساعد أجهزة الأمن في ضبط أي عنصر من الهاربين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store