Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الميمان.. فتح أبواب الأمل للناس ورحل

No Image

A A
بالأمس ودَّعنا الأستاذ الصحفيُّ محمد الفايدي.. الذي غيَّبه الموتُ بعد معاناةٍ طويلةٍ وشديدةٍ مع الألم والمرض. واليوم.. نحنُ نودِّع زميلنا وأخانا الأستاذ الكاتب والصحفي والشاعر ثامر الميمان -رحمهما الله تعالى-. والاثنان تجمعهما صفات كثيرة ومتعدِّدة في المجال الصحفي. صفات في مقدمتها صفةُ الصحفيِّ الجريء، المتمكِّن، الذي يحاول من خلال ما يكتب أن يفتحَ أبوابًا من الأمل والتفاؤل.

عرفتُ ثامر الميمان صحفيًّا في جريدة المدينة، يوم كان مديرًا لتحريرها.. وعرفته عن قُرب زميلاً في إدارة العلاقات العامَّة بالخطوط السعوديَّة مديرًا للتنسيق الإعلاميِّ.

وفي كلتا المرحلتين عرفتُ رجلاً صادقًا مع نفسه، ومع الآخرين.. لا يكذبُ ولا يتلوَّن.. وهي صفاتٌ تنعكس بجلاءٍ في كتاباته الصحفيَّة والشعريَّة..

وهو في كتابته يقتحمُ الشكل الفنيَّ ويتجاوز أضلاعه.. ليعبِّر عن الفكرة التي تختمرُ في داخلة، ويدخل في صميم الموضوع بشكلٍ مباشرٍ راسخٍ وبسيطٍ.. وخطابٍ حارٍّ جدًّا.. وتفاصيل مقتضبه تعبِّرُ عن الحقيقة..

كان أهمّ ما يميِّز ثامر الميمان -بالنسبة لي- هو قدرتُه على أنْ يكونَ مترجمَ معاناةِ الإنسان أينما كان.. ونجح من خلال ذلك أنْ يتركَ في كتابة مقالاته الصحفيَّة بصمةً تُذكر له حتَّى بعد أن توقَّف عن الكتابة؛ لأنَّه في كلِّ ما كتب، كان ملتزمًا بقضايا الإنسان والمجتمع والوطن..

ولعلَّ سرَّ نجاحِ ثامر الميمان في كتابتهِ للمقال الصحفيِّ، والقصائد الشعريَّة -على حد سواء- أنَّه كان يكتبُ الكلمةَ التي تعبِّرُ عن ذاته بدرجةٍ عاليةٍ من الصدق والحرارة والإحساس الكبير بمعاناة الإنسان.. يكتبُ بحرارة الأديب، وبتمكّن مَن لا يعرفُ الادِّعاء..

وهو -من خلال لغته تلك- اكتسب ثقة القارئ البسيط، وصاحب القلم..

وفي شعره كان صوت ثامر الميمان ينداحُ في قصائد قصيرة، محكمة جديدة الشجن، يسكب الشعر داخلها ولا يتلوَّن بأصباغ فاقعة، أو نبرات عالية.. ورغمَ أنَّ نتاجَهُ الشعريَّ قليلٌ، إلاَّ أنَّك تلمسُ في هذهِ القصائد القليلة حرصه واهتمامه على أن تكون معبِّرةً عن هموم الإنسان، ومعاناته، وهو في سبيل ذلك يبذلُ جهدًا حتَّى لا تغرقك أشعاره في بحور الشكل والغموض.. فتتسرَّب كلماتُه البسيطة إلى شرايين عروقك، وعقلك، ومشاعرك.. فتشاركه بعد ذلك عاطفته النبيلة، ومشاعره الجيَّاشة.. ولعلَّ مَن قرأ، أو استمع إلى قصيدته (يمه)، يعرفُ حجمَ التجربةِ الشعريَّةِ التي خاضها ثامر الميمان.. تجربة روحيَّة وفكريَّة تنتظم أغلب قصائده وكتاباته.

وبعد.. هذه كلماتٌ سريعةٌ، جاءت بدون تحضيرٍ؛ لتواكبَ الحدثَ الأليمَ بفراقه -رحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جنَّاته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان-.

«إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».. ورحم الله أخانا العزيز الأستاذ محمد الفايدي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store