Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد عمر العامودي

حديث الأربعاء

A A
أظهر تقريرُ مؤشِّر الفساد لعام 2016م، الصادر من منظَّمة الشفافية الدوليَّة، تصدُّر الدانمارك، ونيوزلندا لقائمة دول العالم الأقلّ فسادًا، من بين مئة وست وسبعين دولةً، تلتهما في الترتيب على التوالي: فنلندا، والسويد، وسويسرا، والنرويج، وسنغافورة، وهولندا، وكندا، وألمانيا، ولوكسمبوج، والمملكة المتَّحدة. وجاء ترتيب دول عالمنا العربيِّ والإسلاميِّ متأخِّرًا، فلم نجد لأيِّ دولةٍ عربيَّة أو إسلاميَّة وجودًا بين المجموعة الأفضل، بل إنَّ عددًا لا يُستهان به من الدول العربيَّة جاء في المؤخِّرة، في قاع القائمة، ولم يكن هذا العدد ضئيلاً، وكما رأينا، لقد احتلَّت دولٌ غير إسلاميَّة مكانَ الصدارة، وهي حالة مؤسفة، تدعو للتساؤل: ماذا حلَّ بنا؟ ماذا جرى؟ لماذا نختفي في مواقع كان جديرًا بنا أن نكونَ الأوائل فيها؛ بما نحمل من قيم، ومبادئ، ومُثل؟ وشعرتُ بهزيمةٍ في موقع آخر، حين أعلن تقريرٌ ظهرَ في العام الماضي، بأنَّ الدانمارك، وتليها عددٌ من الدول الأوروبيَّة، يأتُون على رأس قائمة الدول الأكثر تطبيقًا للمبادئ والقيم، التي كنَّا السابقين إليها، وكان ديننا المؤسِّس لها.. العيب إذن فينا، أهملناها، وانشغلنا بالصغائر، ولا نبرِّئ أحدًا، فالكلُّ شريكٌ في المسؤوليَّة، ابتداءً من المنزل، والمعلِّم، ومنبر المسجد، وسائر فصائل المجتمع. وقبل أكثر من مئة عام، كان عالمٌ جليلٌ يصرِّح بالقول عقب عودته من أوروبا: لقدْ وجدتُ فيها إسلامًا بلا مسلمين..! ولا ندري ماذا كان يقول، لو بقي معنا، وشهد عصر تردِّي الأخلاق، وانهيار القيم، وانحطاط السلوك.. ألا يحرِّك هذا مصلحينا إلى الإعلان عن فشل التجربة التي نعيشها، والدعوة لبرنامج جديد، في محاولة نستعيد من خلالها ما فقدنا.. محاولة لتصحيح الأساليب المتَّبعة للتربية في بيوتنا، ومدارسنا، ومجتمعنا!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store