Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فرنسا تنحاز لتاريخها وتختار ماكرون لقيادتها

No Image

الرئيس المنتخب يتعهد بترميم «التصدعات».. ولوبن تخسر رهان «الشعبوية»

A A
قال ماكرون الذي لم يسبق له إن شغل منصبا منتخبا، إن «صفحة جديدة من تاريخنا الطويل تفتح. اريدها ان تكون صفحة الامل واستعادة الثقة». واشاد بفوز ماكرون الكثير من القادة الاوروبيين القلقين من تنامي النزعة الوطنية والحمائية في اوروبا. وسريعا ما تدفقت التهاني لرئيس فرنسا الجديد وجاءت خصوصا من الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل وورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي. واعتبرت ميركل ان فوز ماكرون هو «فوز لاوروبا قوية وموحدة» في حين اعتبر يونكر ان الفرنسيين اختاروا «مستقبلا اوروبيا» لهم.

قوة المعارضة الأولى

وبعد فوزه المشهود على الاحزاب التقليدية، سيكون على ماكرون الآن ان يجمع فرنسا مقسمة بشكل عميق بين فرنسا الحضر المزدهرة اكثر والاصلاحية، وفرنسا الريف والفقيرة التي يجتذبها التطرف. وسيكون عليه مواجهة قضايا اساسية بينها التصدي للبطالة المزمنة (10%) ومكافحة الارهاب ودفع اوروبا. واشادت لوبن (48 عاما) المناهضة للهجرة ولاوروبا التي منيت بهزيمة قاسية، بتحقيقها «نتيجة تاريخية وكبيرة» لليمين المتطرف الذي اصبح كما قالت «قوة المعارضة الاولى» في فرنسا. وتشير نتيجة الاقتراع الذي شهد نسبة امتناع عالية قدرت بأكثر من 25%، الى احتمال «اعادة تشكيل المشهد السياسي بشكل كبير ليتمحور حول الصراع بين الوطنيين وأنصار العولمة».

وقام ماكرون بحملة مع حركته «الى الأمام» التي اسسها تحت شعار التجديد السياسي مع خط مؤيد للفكرة الاوروبية وبرنامج ليبرالي سواء في الاقتصاد او المسائل الاجتماعية. وتقوم عقيدته على «فرنسا منفتحة في اوروبا تحمي». وفي المقابل خاضت لوبن حملتها على مهاجمة المشروع الاوروبي والعولمة و»النخب». وراهنت المرشحة التي قدمت نفسها على انها «مرشحة الشعب» على موجة شعبوية كانت اوصلت دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة واخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.

الطاعون والكوليرا

وبحسب مقربين من ماكرون فان اتصالا هاتفيا «قصيرا» و»وديا» حصل مساء أمس بين الرئيس المنتخب ولوبن.. وبعد نتيجة «تاريخية» لماكرون في الجولة الاولى، تكثفت الدعوات من كل حدب وصوب لقطع الطريق على اليمين المتطرف الذي يصل للمرة الثانية الى الجولة الثانية الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. لكن «الجبهة الجمهورية» التي تصدت لوالد مارين جان ماري لوبن في 2002 شهدت شرخا. وشهدت الفترة بين دورتي الانتخابات رد فعل من الغاضبين من المرشحين الاثنين للجولة الثانية. ورفض قسم من انصار مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون (19,58%في الجولة الاولى) الاختبار «بين الطاعون والكوليرا».

أمل لمسلمي فرنسا

أعلن المسجد الكبير في العاصمة الفرنسية باريس أن فوز مرشح الوسط على زعيمة اليمين المتطرف وانتخابه رئيسا لفرنسا علامة على المصالحة بين الأديان في البلاد. وقال المسجد الكبير في بيان «إنها علامة واضحة على الأمل للمسلمين الفرنسيين بأن بوسعهم العيش في وفاق واحترام للقيم الفرنسية».

ستفوزين المرة القادمة

هنأ السياسي الهولندي اليميني الشعبوي خيرت فيلدرز، مارين لوبان رغم هزيمتها في انتخابات الرئاسة الفرنسية. ونشر فيلدرز تغريدة عبر تويتر قال فيها «أحسنت على أي حال.. لقد صوت الملايين من الوطنيين لك! ستفوزين المرة القادمة وأنا أيضا».

حملة التقلبات

ويتوج فوز ماكرون المتخرج من مدارس النخبة في فرنسا، حملة انتخابية شهدت تقلبات كثيرة. وتساقط على مدار الحملة كبار السياسة واحدا بعد الآخر بداية من الرئيس الاشتراكي هولاند الذي تخلى عن الترشح بسبب ضعف كبير في الشعبية وغياب دعم من اغلبيته. كما سقط الحزبان الكبيران التقليديان لليسار واليمين منذ عقود من الجولة الاولى. وقبل خروج الاحزاب التقليدية من السباق الرئاسي فاز مرشحون غير متوقعين في الانتخابات التمهيدية التي نظمتها الاحزاب نفسها وهزمت شخصيات كبيرة فيها كالرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق آلان جوبيه في معسكر اليمين او رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس في معسكر اليسار.

فاز الوسطي إيمانويل ماكرون مساء أمس بانتخابات الرئاسة الفرنسية أمام منافسته مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف، ليصبح في سن 39 عامًا أصغر رئيس منتخب لفرنسا. وانتخب ماكرون الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات ويقول إنه ليس من اليمين أو اليسار، بعد حصوله على ما بين 65

,5%و 66 ,1%من الاصوات أمام لوبن التي حصلت على ما بين 33 ,9%و34 ,5%، بحسب تقديرات أهم معاهد الاستطلاع. وتعهد ماكرون بـ»التصدي للانقسامات» التي تعاني منها فرنسا، مؤكدا أنه يدرك «غضب وقلق وشكوك» الفرنسيين. كذلك، أكد في كلمة ألقاها من المقر العام لحملته في باريس أنه سيعمل «على إعادة نسج العلاقات بين أوروبا والشعوب التي تؤلفها، وبين أوروبا والمواطنين».

«فوز ماكرون بانتخابات الرئاسة الفرنسية أظهر رغبة معظم الناخبين في التوحد حول قيم الجمهورية وإظهار ارتباطهم بالاتحاد الأوروبي».

الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا هولاند

«اهنىء ماكرون بفوزه الكبير اليوم كرئيس مقبل لفرنسا. انني اتطلع للعمل معه ومواصلة التعاون الوثيق مع الحكومة الفرنسية».

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

«أنا مسرور بأن الفرنسيين اختاروا مستقبلا أوروبيا. انتخاب ماكرون يشكل نداء للالتقاء مجددا «من اجل اوروبا اقوى واكثر عدلا».

رئيس المفوضية الاوروبية جان يونكر

«تعد فرنسا أحد أقرب حلفائنا، ونتطلع إلى العمل مع الرئيس الجديد بشأن نطاق واسع من الأولويات المشتركة».

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store