Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الكوليرا والحوثي.. قاتلان يفتكان باليمنيين

No Image

تسجيل 51 حالة وفاة و2750 حالة إصابة

A A
​انضمت«الكوليرا»، كقاتل جديد في اليمن المنهك الى الحوثي وفلول صالح وسط تدهور حاد في الخدمات الصحيِّة. وفي حين كانت الأنظار تراقب خطر المجاعة الذي يهدد ملايين اليمنيين خلال العام الجاري وفقًا للأمم المتحدة، كانت أمراض الزمن الغابر، وعلى رأسها الكوليرا، هي من تهاجم للمرة الثانية خلال الحرب، وذلك بعد عقود من إعلان السلطات الصحيَّة خلو البلد منها. ومنذ أسبوعين، تشهد نصف المحافظات اليمنية، موجة ثانية من انتشار مرض الكوليرا، وذلك بعد انحسار الموجة الأولى التي استمرت خلال منذ أواخر سبتمبر وحتى فبراير الماضي.

الموجة الثاني

يبدو أن الموجة الثانية من المرض ستكون أشد فتكًا، فعلى الرغم من مضي أسبوعين فقط على عودتها إلا أن الأرقام المسجلة لحالات الوفاة، اقتربت من نصف الأرقام المسجلة لنحو 5 أشهر من الموجة الأولى.

أرقام مفزعة خلال أسبوعين

كما الحال مع الموجة الأولى، كانت العاصمة صنعاء تسجل يوم 27 إبريل الماضي، أول الحالات المصابة بالكوليرا والإسهالات المائية الحادة، وسرعان ما انتشر المرض في عدد من مديريات العاصمة، ليقفز بعدها إلى عدد المحافظات اليمنية، في غضون أيام.

تسجيل 51 حالة وفاة

وفقًا للدكتور، جمال ناشر، وهو مسؤول النظم الصحيَّة في منظمة الصحة العالمية باليمن، فقد تم تسجيل 51 حالة وفاة و2750 حالة إصابة حتى مساء الأربعاء الماضي.

وتخشى المنظمات الدولية من تحول المرض إلى وباء وخصوصًا مع تردي الخدمات الصحيَّة وخروج نحو 50 بالمئة من المرافق عن الخدمة جراء النزاع، وتكدس القمامة، وخصوصًا في العاصمة صنعاء.

الوضع القادم أسوأ

قال ناشر «إذا لم تتم معالجة الأوضاع البيئية من تلوث المياة وانتشار القمامة والنفايات، سيكون الوضع القادم أسوأ». وأضاف «تتزامن هذه الظروف مع هطول الأمطار بالإضافة إلى انتشار القمامة والبعوض والحشرات مما يؤدي إلى اختلاط المياه المفترض أنها آمنه بالملوثات تجعلها غير صالحة للاستخدام، كما أن دخول فصل الصيف وحرارة الجو، يخلق بيئة مناسبة لانتقال الأمراض وتفشيها».

نقص في عدد المرافق الصحيَّة

حسب المسؤول الصحي، فإن النقص في عدد المرافق الصحية العاملة كليًا (45 %تعمل بشكل كلي)، وغياب العاملين الصحيين بسبب انقطاع رواتبهم، يساهم في نقص الخدمات، مما يعرِّض المصابين إلى الانتظار قبل حصولهم على الخدمة وبالتالي تعرض أناس آخرين لخطر العدوى.

النازحون الأكثر عرضة للمرض

مع انعدام مياه الشرب النظيفة وانتشار النفايات، بات حوالى 3 ملايين نازح يمني داخليًا وآلاف المهاجرين، عرضة للإصابة بمرض الكوليرا، جراء إقامة بعضهم في مخيمات لجوء منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين.

الحوثيون يساهمون في نشر الكوليرا

قال مسؤول النظم الصحيَّة في الصحة العالمية، جمال ناشر: «نزوح السكان من مناطق إلى أخرى يسهم في نقل المرض، بجانب ركود مياه الأمطار، والتي تلعب دورًا في نقل الأمراض وتلوث المأكولات». وأشارت المصادر إلى مسؤولية الحوثيين عن هذا الأمر بتهديد حياة السكان ومنع الخدمات عنهم.

تخوفات من فقدان السيطرة على المرض

تخشى المنظمات الدولية العاملة في اليمن من خروج مرض الكوليرا عن السيطرة وتحوله إلى وباء بشكل رسمي، ما يهدد حياة الملايين الذين يفتقرون في الأساس للرعاية الصحيَّة اللازمة، وتعمل ما بوسعها لمساعدة السلطات الصحيَّة اليمنية تجنبًا لحدوث كارثة. وإضافة إلى تدخلات الصَّحة العالمية والهجرة الدولية، قامت منظمة أطباء بلاحدود، بإنشاء مراكز لعلاج الكوليرا ضمن 5 مستشفيات لعزل ومعالجة المرضى الذين تظهر عليهم الأمراض، كما دعمت مرافق أخرى تديرها وزارة الصحة.

تحوِّل مرتبات عمال النظافة للعدوان

تقف المليشيا الانقلابية في صنعاء، عاجزة وفي موقف المتفرج وهي تشكل جزءًا كبيرًا من المشكلة إذ تسببت في إضراب عمال النظافة لرفضها دفع رواتبهم وتوجيه الأموال لما تسميه «المجهود الحربي».

لا يهتمون بتوفير المياه النظيفة

وقال« م - أ»، وهو طبيب في أحد مستشفيات صنعاء، «بالإمكان محاصرة المرض لو أن هناك اهتمامًا من الانقلابيين بالخدمات ورفع القمامة المتكدسة وتوفير مياه شرب نظيفة، من المؤسف أن الناس يموتون بأمراض يمكن الوقاية منها». وأضاف «لو أن كل مصاب حصل على الجرعة الخاصة بالمرض وتم فرض ثقافة عزل المصابين عن بقية الناس، لن نشهد مثل هذا التدهور المخيف».

عبء ثقيل على اليمنيين

في ظل الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتردية، ستشكل الكوليرا عبئًا إضافيًا كبيرًا على عاتق المدنيين في اليمن، كون حياتهم أصبحت محاصرة بالموت من كل الاتجاهات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store