Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

حديث ولي ولي العهد: الشفافية والقوة والتمكن

A A
استمعت مرارًا بكثير من الاهتمام والإنصات إلى المقابلة التي أجراها أ. داود الشريان مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع، التي أصبحت حديث المجالس لأهميتها البالغة وحسن توقيتها وشفافيتها البالغة، وفي كل مرة كنت أعيد الاستماع إليها، كنت أكتشف ملمحًا جديدًا ومعلومة مفيدة، وبحكم تخصصي في علوم اللغة وفنون القول شعرت بتمكن كبير لدى سموه من كل موضوع طُرح في المقابلة رغم تباين تلك الموضوعات واختلاف بعضها عن بعض ما بين موضوعات وقضايا سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو اجتماعية.

لقد كانت كل الموضوعات المطروحة حساسة للغاية ومصيرية، وتناول الكثير منها الكثير من المسكوت عنه في الصحافة والإعلام عمومًا، ومنها على سبيل المثال موضوع علاقة المملكة مع مصر، وكان داود مستفزًا كعادته وجريئًا كعادته - كما أعرفه تمامًا حين أجرى مقابلة معي قبل سنوات-، فقال لسمو الأمير محمد: «فيه زَعْلة» بصوت خافت التقطه بعض الناس وأنا واحد منهم، فأجابه سموه على الفور إجابة دبلوماسية ذكية بارعة نفى فيها تمامًا أن تكون هناك «زَعْلة» كما قال داود، حين أكد على متانة العلاقات التأريخية مع مصر، وأن ما يُروج ليس إلا من فعل الإعلام المعادي لمصر والمملكة معًا.

ومن المسكوت عنه أيضًا إمكانية الحوار مع إيران الذي شكك سموه في جدواه من منطلق الدوافع الأيدولوجية لكل التحركات الإيرانية في المنطقة التي لا تهدف إلا لنشر مذهب بعينه عن طريق زرع الخلافات ونشر الصراعات ومن كانت الخلافات معه أيدولوجية لا يمكن التفاهم معه خلاف سواه ممن تكون الخلافات معه سياسية أو اقتصادية، وهذه الحقيقة الدامغة لم يصرّح بها مسؤول بهذا الوضوح من قبل، كما أعرف تمامًا سواءً كان عربيًا أو غير عربي.

ومن الأمور العسكرية التي جلاها سموه الحسم في الصراع بين الشرعية اليمنية والانقلابيين، حين بيَّن بوضوح أن سلاح المشاة السعودي وحده يمكن أن يحسم المعركة في وقت قصير، ولكن سيترتب على ذلك سقوط قتلى بالآلاف من المدنيين، فلِمَ العجلة؟ والوقت والظروف كلها في صالح الشرعية والحلفاء بعون الله وتوفيقه. وبعيدًا عن السياسة الخارجية والحرب، حفل حديث سموه بالكثير من البشائر التي تزرع الفرحة والأمل في قلوب المواطنين مثل: «لم ندخل في مرحلة انكماش لاقتصادنا رغم الانخفاض الحاد في أسعار النفط». «حساب المواطن الموحد تعويض له عن أي ارتفاع في أسعار الطاقة أو المياه أو ما شابهها»،»أكثر من مليون وحدة سكنية بقرض ميسر أو أن تكون مدعومة من الصندوق العقاري». «تخصيص الصحة، والعلاج مجاني وتأمين صحي لكل مواطن»، «لا ضرائب على دخل الشركات أو الثروة أو الدخل»، ومن بشائر الخير المستقبلية وفضل الله على هذه البلاد المسلمة ما أعلن عنه سموه من أن قيمة المعادن (غير البترولية بالطبع) التي تملكها المملكة تصل إلى 13 ترليون دولار أي ما حسبته بما يقرب من 50 ترليون ريال، وهو رقم فلكي يصعب على أي عادّ أن يتصوره، وقد يكون كافيًا لتغطية ميزانيات المملكة لمئة عام تأتي بمعزل عن عائدات النفط والعائدات غير النفطية، ولله الحمد والمنة.

حديث أثلج الصدر وأراح البال وزاد الثقة لدى المواطن بقيادته التي تسير بالوطن بثقة ومقدرة نحو شاطئ الأمان والمستقبل الزاهر المشرق بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store